لينا هاني شرف/غزة
في ظل التقدم التكنولوجي الهائل، وانتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة، والتي تعتبر من أكثر الأماكن شيوعًا لممارسة ظاهرة التنمر الإلكتروني، هذا التنمر الذي يسئ للآخرين ويسبب لهم مشاكل نفسية لا تعد ولا تحصى، إن كانوا أشخاصا عاديين، أو من المشاهير، سنُسلّط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة، وآثارها على حياة الإنسان النفسية، وطرق علاجها.
التنمر الالكتروني
وتوضح رندة حرارة؛ اخصائية نفسية، أن التنمر الالكتروني هو استغلال الانترنت بهدف إيذاء الأخرين بشكل عدائي ومتعمدة ومتكرر.
بينت حرارة أن هناك عدة أنواع للتنمر الالكتروني منها المضايقة عن طريق ارسال رسائل غير مرغوب بها، التعليقات السلبية، تشويه السمعة من خلال نشر معلومات مزيفة عن شخص ما، إرسال صوره الخاصة، انتحال الشخصية من خلال الاختراقات وعمل حسابات بنفس اسم الشخص، والخداع عن طريق كشف الأسرار وفضحهم.
أسباب التنمر الالكتروني
ترجع حرارة أن أهم أسباب التنمر الالكتروني يكون لرغبة المتنمر وشعوره الزائد بحب السيطرة، والرغبة في التحكم بالأخرين، إثبات الذات أمام الأخرين وجذب الانتباه، وربما لشعوره بالغيرة من نجاح الأخرين.
أثار التنمر الالكتروني
تشير حرارة أن التنمر الالكتروني يتسبب في اكتئاب الشخص المتنمر عليه في حال لم يتلقى المساعدة الفورية، صعوبة ثقة الضحية بالأخرين، الانطواء والانعزال والخوف والقلق، تشتت الذهن وتدني المستوي الدراسي للضحية، الإصابة باضطراب في الأكل والنوم، وربما يؤدي تضاعف التنمر عليه إلى الانتحار.
دور المدرسة والأسرة
تؤكد حرارة على ضرورة تطبيق برامج توعوية للطلبة داخل المدارس حول كيفية التعامل مع التنمر الالكتروني، كما يجب أن تخصص الإذاعات المدرسية لتسليط الضوء على هذه الظاهرة، والعمل على حث الطلاب للتحدث عن مشاكلهم للوصول لحل لها. وتشدد على أهمية دور الآباء بمراقبة أبنائهم وطرق استخدامهم للإنترنت، ووضع قوانين لمدة الاستخدام. وتقول: " يجب العمل على توعية الجيل الحديث بأساليب استخدام الانترنت بطريقة صحيحة، وتوعيتهم عن طريق البرامج ثقافية للحد من التنمر".
طرق لمكافحة التنمر الالكتروني
وترى حرارة أنه يجب عدم نشر معلومات وصور شخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في حال الوقوع ضحية للتنمر يجب طلب المساعدة من الأهل بشكل سريع بدلا من الخوف، عدم إظهار الخوف أما الشخص المتنمر حتى لا يتمادى بالإساءة، العمل على تصوير كل الأعمال التي قام بها المتنمر ضده ليرسلها إلى مركز الأمن " وحدة الجرائم الالكترونية" المختص بمقاضاة المتنمرين لأخذ الإجراءات اللازمة، مبينة أن التنمر جريمة يعاقب عليها القانون لما لها من عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع.