رفيف اسليم/ غزة
تتيح التقنيات الحديثة وصول الأفراد من مختلف الأعمار إلى محتوى الإنترنت من المعرفة والمعلومات والتواصل، وهذا يمثل الوجه المشرق لهذه الشبكة، التي تحمل كذلك وجها مظلما، برز بظاهرة التحرش والتنمر الإلكتروني، التي تستهدف بشكل كبير الأطفال والمراهقين من كلا الجنسين.
تجارب وآراء
تبني السيدة فداء أحمد، 30 عاما، أن ابنها ذا الثلاثة عشر عاما، كان يلعب لعبة عبر الإنترنت، وظهرت له صور غير لائقة أخلاقيا. وتقول: "قام ابني بإخفائها سريعا حتى لا أشاهدها، ولكن مع ظهور الاضطراب على وجهه اكتشفت الأمر. وتضيف أنها لا تستطيع أن تعزل ابنها عن العالم الرقمي، لذلك قررت مراقبته أثناء استخدامه لهاتفه الذكي.
وتتعرض أسيل أبو عيادة، 17 عاما، خلال لعبها لعبة البوجي عبر الإنترنت، إلى مضايقات من الإعلانات التي تحتوي على صور غير أخلاقية. كما تتلقى أحيانا العديد من التعليقات السلبية والألفاظ النابية. وتقول: "تلقيت عدة اتصالات من شخص مجهول يحاول الحديث معي، فطلبت المساعدة من أختي الأكبر سنا، التي تعاملت مع الأمر«.
التوعية بالأمان الرقمي
ويوضح سلطان ناصر؛ استشاري الإعلام الاجتماعي، أن اللاعب بمجرد موافقته على شروط اللعبة، يصبح جميع بياناته مكشوفا وملكا لصاحب اللعبة، الذي قد يستخدمها لأغراض تسويقية، مما يفسر ظهور الإعلانات عن منتجات يبحث عنها. وقد يجهل ذلك كثير من المستخدمين. أما الاختراق فلا يتم سوى بأمور معينة؛ كالضغط على صورة، أو رابط، أو فتح بريد مجهول. ولا يمكن للاعب اختراق لاعب آخر إلا بهذه الطرق.
دور الأهل
ويرى أحمد المغاري؛ عميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى، وخبير في التربية الإعلامية، أن هناك العديد من المخاطر للألعاب عبر الإنترنت، خاصة حين يتفاعل الأطفال والمراهقون مع مستخدمين مجهولين من كافة الثقافات والتوجهات. لافتا إلى أنه إذا أراد الآباء تربية أبنائهم نفسيا وصحيا بشكل سليم، فعليهم أن يفحصوا كيفية تعامل الأطفال مع تلك الألعاب، ومعرفة ما تحتويه من مضامين وعبارات وإيماءات ربما تقود الطفل للوقوع في علاقات غير آمنة.
ويؤكد أنه في حال لم يتشكل الأمان والوضوح داخل المنزل، فسيكون الأبناء عرضة للسقوط في فخ التحرش والتنمر، خاصة إذا لم يتم ملء وقت فراغهم بشكل يعزز علاقاتهم الاجتماعية والثقافية.
الخطر داخل المنزل
ويعتبر مغاري أن خطر الألعاب الإلكترونية يأتيك وأنت جالس في المنزل خلف شاشة الهاتف الذكي؛ حين يستغل المتطفل العالقة الودية التي تجمعه مع أبنائك خلال اللعبة. لافتا إلى أهمية تثقيف الأسر وتوعيتها بالمخاطر المحدقة بأطفالها، إلى جانب حث الآباء على الحوار مع أبناءهم.
ويوصي سلطان اللاعبين بضرورة بذل جهد شخصي للتعرف على الأمان الرقمي، وكيفية المحافظة على بياناتهم، وعدم تداول الألعاب التي تنتجها شركات مجهولة الملكية؛ لأن ذلك سيضع اللاعب في مكان خطر. ويرى أنه يجب نشر التوعية حول تلك الموضوعات، وفرض رقابة صارمة من الأهالي؛ ليتمكنوا من معرفة كيف، ومع من يتعامل أطفالهم ويتواصلون.
مصدر الصورة: أرشيف الإنترنت