الهواتف الذكية، تسبب انطواء وعزلة للأطفال

2018-12-29 09:54:06

عبد الله مسلم/غزة،

استحوذت الأجهزة الذكية  خلال السنوات الأخيرة على انتباه  معظم الأطفال والمراهقين، الأمر الذي تسبب في ظهور حالات تعاني من التوحد والانطوائية والعزلة الاجتماعية وغيرها من الآثار النفسية والاجتماعية والجسدية.

 

الإدمان على الأجهزة الذكية يولد سلوكيات عدوانية

العالم الرقمي يحتوي على الكثير من المعلومات غير الصحيحة، وحينما يقرأ الطفل هذه المعلومة أو يتواصل مع أشخاص غير معروفين سيقع في فخ الأخبار المفركة أو الابتزاز الالكتروني مما يسبب له حالة من الاكتئاب أو الميول إلى الانعزل عن محيطه.

توضح الأخصائية النفسية الدكتورة ربي أبو غوش في الضفة الغربية، أن حينما يسمح الأباء للأطفال بمشاهدة الفديوهات واللعب على الهواتف والأجهزة الذكية لساعات تتجاوز الساعتين خلال اليوم؛ سيأثر ذلك  بشكل سلبي على المهارات اللغوية والذهنية والاجتماعية لطفل، وتقول: " تتبلور وتتكون شخصية الطفل حينما يبلغ خمسة أعوام". وتبين أن ادمان الطفل على الأجهز الذكية في هذه المرحلة المبكرة من عمره سيؤثر بشكل سلبي عليه  من حيث فقدان التركيز والانتباه والتشتت البصري، وتدني التحصيل الدراسي، إضافة إلى فقدانه العديد من المهارات التي يجب أن يكون قد اكتسبها من محيطة وخاصة المهارات الاجتماعية.

وترى أن الأطفال يعتقدون أن ما يشاهدونه من مقاطع الفيديو عبر الانترنت أنها مشاهد حقيقية، مما يجعلهم عرضه لاكتساب سلوكيات عدوانية، وتقول : " لا يستطيع الطفل أن يميز أن ما يتصفحه هو مجرد مشاهد خالية وغير واقعية". المشاهد الحقيفية والمشاهد الخالية".

 وتؤكد الأخصائية أبوغوش أن  الأطفال الذين يأتون للعلاج لديها يعانون من حالات الخوف الشديد لمشاهدتهم فيدوهات خيالية مرعبة بها عنف عبر الانترنت والتلفاز، وترجح أن تلك المشاهد هي سبب لزيادة العنف في سلوكيات الأطفال والمراهقين في المنزل والمدرسة.

 

تطبيقات تقود للعنف والانتحار

تبين أبو غوش أن هناك انتشار للعديد من التطبيقات التي تقود الأطفال إلى الانتحار مثل تطبيق "الحوت الأزرق ومريم" حيث ظهرت الكثير من حالات الانتحار بين الأطفال والمراهقين في الدول العربية والعالم بسبب هذا التطبيق.  وتوضح حينما ينتبه الأهل أن أطفالهم يتابعون هذه التطبيقات للأسف يأتون للعلاج في وقت متأخر.

وتؤكد أبو الغوش على ضرورة متابعة الأهل لأطفالهم، وتحديد ما يشاهدنه عبر الأجهزة الذكية، وأن يتابعون مع من يتحدثون عبر الانترنت ومعرفة كلمة السر لحساباتهم الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة،  كذلك دعت إلى ضرورة خلق جو حواري داخل الأسرة ليشعر الأطفال بدفء الجو الأسري، وتقول: " يجب أن يفكر الأباء بدمج الأطفالهم بنشاطات متنوعة بعيدة عن الجلوس أمام الأجهزة الذكية".

 

تقليد للشخصيات الخالية لا إرادي

توضح دينا الكفارنة، الأخصائية النفسية والاجتماعية في مركز معاً للتخاطب في غزة، أن الأطفال يتقمصون لا شعوريا الشخصيات الخيالية التي يشاهدونها في الأفلام والمسلسلات وأفلام الكرتون وألعاب الفيديو سواء كانت هذه الشخصيات عدوانية أو عنفوانية أو عاطفية، ونوهت على أن الطفل لديه فضول كبير لمعرفة واكتشاف كل شيء، وفي حال غياب دور الأهل عن توجيه ومتابعة الطفل، سيلجأ إلى الأجهزة الذكية والانترنت والتلفاز ليلبي فضوله. واحتياجاته.

 

أضرار صحة

وتحذر الكفارنة من الجلوس الطويل للأطفال على الأجهزة الذكية لكونها تسبب العديد من الأمراض نتيجة انبعاث الأشعة الكهرومغناطيسية من الأجهزة داخل الجسم والتي تسبب نزيف في خلايا الدماغ، وخلال مدة زمنية كبيرة تسبب موت للخلايا بالتدريج إلى حد أن وظائف الدماغ تبدأ بالتقلص على المدى الطويل؛ مما تصيب خللاً كبير في أداء وظائف الدماغ مثل الذاكرة والتفكير والتركيز وغيرها من الوظائف.

وتري أن الجلوس على الأجهزة الذكية على مدار 24 ساعة متواصلة يسبب العزلة الاجتماعية التي تؤدي إلى إصابة الطفل بمرض التوحد والانطواء.

وتقول الكفارنة: " " يجب أن لا يجلس الطفل أكثر نصف ساعة يومياً أمام التلفاز وأن تكون شاشة الجهاز بعيدة عن عينيه مسافة 30 سم؛ لأن الأشعة التي تجرج من الأجهزة تسبب عند الأطفال جفاف العين، وهي أكثر الأمراض المنتشرة اليوم عند الأطفال، وكذلك السمنة والبدانة والكسل والخمول التي تؤثر على الإبداع والتفكير".

 

دراسات وأبحاث

 أوصت عدد من الدراسات والأبحاث الطبية التي أجريت  في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وألمانيا بتحديد عدد الساعات التي يقضيها الأطفال والمراهقين على الأجهزة الذكية، حيث حددت الدراسات أن من سن 3 إلى 5 سنوات يسمح لهم بقضاء ساعة واحدة باليوم على الأجهزة الذكية وتشمل التلفاز، وينصح التقليل من ألعاب الفيديو بسبب الوميض الذي يخرج منها وتباين الإضاءة الموجود فيها التي من ممكن أن تسبب مرض الصرع عند الاطفال، ومن سن 6 إلى 18 سنة يسمح لهم الجلوس على الأجهزة الذكية لمدة ساعتين غير متواصلات.

 

-صورة من الإنترنت.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...