خدش بصري يحيط بمدينة الجنائن

2016-12-28 14:03:18

ولاء عمرية/  جنين

يقال إن أهمية المناظر لا تكمن فيها فحسب، بل في العين التي ترى أيضا، فما بالك وأنت تبصر تلك المدينة التي عرفت على مر العصور بأنها مدينة الجنائن، فعيناك لا بد أن تبحث فيها عن ذاك الجمال الغائب وعن بريقها الضائع؛  إنها مدينة جنين البالغ عدد سكانها 48,479  نسمة.

إذ يساهم (11.800) متر إعلاني في تشويه المشهد الطبيعي للمدينة حسب ما كشفه مسؤولون رسميون في بلدية جنين.

والزائر للمدينة يلاحظ الكم الهائل من العشوائية الملقى على كاهلها؛ مما يسبب تلوثاً بصرياً ملحوظاً الذي يعرف بأنه؛ مجموعة العوامل غير الجذابة من صنع الإنسان، سواء كانت متعلقة بالرؤية أو المشهد الطبيعي أو أي شيء لا يشعر الإنسان بارتياح بالنظر إليه، ويستخدم هذا المصطلح بشكل واسع ليشمل الرؤية والقيود على قدرة مشاهدة الأجسام البعيدة والفوضى البصرية.

وحول الآلية التي يؤثر التلوث البصري من خلالها على الإنسان يؤكد دكتور علم النفس في الجامعة العربية الأمريكية؛ وائل أبو الحسن على أن: "البيئة البصرية تتكون في الدماغ من خلال دخول الصور والمشاهد المؤثرة إيجابًا أو سلبًا عبر العينين إلى الدماغ، حيث تتكدس وتخزن، وعندما تصل إلى الدماغ، تؤدي الصور المؤذية إلى تغييرات كيميائية وبالتالي إلى آثار جسيمة نفسية وجسدية، بخاصة أنها تصبح مخزنة في ذاكرته"، ويضيف بأن تلك الآثار الصحية تترتب إما بشكل مباشر أو غير مباشر حيث أن العلاقة بين الاضطرابات النفسية والجسدية علاقة ثابتة علميًّا وهي علاقة وطيدة.

عشوائية تنافس شجيرات المدينة

ترى المواطنة سجود مهند من بلدة عجة جنوبي جنين أن المنظر العام للمدينة غير مريح، وتتمنى دائماً لدى زيارتها لجنين أن تنظم البلدية الألوان و"القارمات" التجارية وأن لا تطغى وتنافس شجيرات المدينة المتبقية، وتعبر عن ذلك بقولها: "الموجع في الأمر أن التجار لا يجدون خللاً في ذلك". وتقول المواطنة وفاء أبو عرة: "الأمر لا يقتصر على مدينة جنين، جميع المدن الفلسطينية لها نصيب من هذا التلوث وإن كان في هذه المدينة الأكثر وضوحاً"، قالت وفاء أبو عرة من مدينة طوباس.

وتبين أية القاسم أن الفوضوية في توزيع اليافطات الإعلانية وعدم انتظام ألوانها في جنين تعكس نتائج سلبية على نفسية الناس، ناهيك عن تشويه المنظر العام والجمالي. وترجع شذا حنايشة من بلدة قباطية السبب في ذلك إلى أن غياب الوازع الذي يدفع المستهلكين والتجار والمتجولين للاهتمام بالمنظر العام وقلة اهتمام المحافظة والبلدية بالجانب الجمالي للسوق.

وأوضح لنا محمد غنام صاحب أحد المحال التجارية أن البلدية تمنح تراخيص لليافطات الإعلانية ضمن شروط محددة منها عدم اعتدائها على الرصيف والطريق ولكن دون أن تتدخل بلونها وشكلها، وتتدخل بحجمها فقط بحيث لا تضر المارة ولا تعتدي على الرصيف والطريق. وأن لا تحتوي على أضواء تنعكس على المارة والشارع.

وعند توجهنا لبلدية جنين أكد لنا توفيق عبيد؛ مدير الصحة والبيئة وجود العشوائية في مدينة جنين، فهناك لافتات بأشكال وألوان وأحجام متعددة ومختلفة؛ موضحاً أن البلدية تضع خططًا لحل هذه المشكلة عن طريق توحيد اللافتات لكل شارع؛ وتشجير المدينة وزيادة المساحة الخضراء فيها وتوسيع الشوارع والأرصفة.

ويذكر أن مدينة جنين تقع في شمال الضفة الغربية على البقعة التي كانت تقوم عليها مدينة (عين جنيم) العربية الكنعانية، وتعني عين الجنائن، لذلك سميت بهذا الاسم بسبب الجنائن التي تحيط بها.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...