هوس الشراء عند النساء ....دوافع نفسية أم حاجة ملحة

2017-07-03 12:10:36

لــؤي رجــب/غزة

يعشقن النساء التسوق، سواء بوجود مبرر أو بدونه، ويعتبرنه نزهه وجزء أساسي لتعديل مزاجهن؛ ليشعرهن بالسعادة، فمنهن من تهتم بشراء ملابس جديدة أو إكسسوارات مميزة، أو أحذية لامعة، وأخريات يكتفين بالمشاهدة وتمتيع نظرهن بكل ما هو جديد ومعروض في الأسواق  من باب الفضول ومتابعة الموضة، وربما ينجحن في الحصول على قطعة اعجبتهن بسعر مميز بعد مفاصلة مريرة مع صاحب المحل.

سعادة وسرور

سجي أسعد، 27عاما،ً  تعمل في إحدى المؤسسات الخاصة عبرت عن السعادة الكبيرة التي تشعر بها حينما تذهب للتسوق، وتقول: " جزء كبير من راتبي يذهب على شراء الملابس والإكسسوارات".

في حين تشير سناء خضير، 29 عاماً، أن لديها هوس كبير لشراء كل ما هو جديد لا سيما العبايات والفساتين والإكسسوارات، وتقول: "أتابع الموضة العالمية خاصة الخليجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، وتضيف: " لا أستطيع كبح جماح رغبتي بالشراء، بسبب شعوري بالغيرة من صديقاتي واقاربي، وأحيانا لتجديد الملابس القديمة".

على قد لحافك مد رجليك

بعض النساء لا تذهب للسوق إلا للضرورة القصوى كشراء  كملابس الأطفال أو الحاجيات الضرورية غير المكلفة التي تتناسب مع الظروف الاقتصادية والمادية التي يعاني منها غالبية الناس في قطاع غزة المحاصر، سيما أن الظروف في غزة تختلف عن أي دولة أخري، لذلك المفروض من حواء أن  تقدر ظروف بيتها وزوجها وتتكيف مع هذه الحياة حتى لا تسبب ضغوطات إضافية على الزوج.

وتقول المواطنة تهاني سالم، 26عاماً موظفة حكومية: "لست من المؤيدين للتسوق بكثرة؛ فالشراء بمعدلات كبيرة تزيد عن حاجة الإنسان يعتبر هوس". وتبين أنه يسبب مشاكل نفسية تنعكس بشكل خطير على الوضع المادي والمعنوي للأسرة.

قرار الاستهلاك والشراء

ويوضح المحلل الاقتصادي حسن الرضيع أن المرأة في معظم الدول تمتلك قرار الاستهلاك والشراء، ويذكر أن  الدراسات تشير إلى أن 80% من قرارات الاستهلاك والشراء تعود إلى المرأة، ويعود ذلك لكونها ربة البيت وقدرتها العالية على التعرف على احتياجات المنزل والأسرة ككل خلافا للرجل، ولا يمكن اعتبار ذلك هوساً في الشراء؛ لأن احتياجات المنزل تراها المرأة بأنها ضرورية وربما يكون قرارها يختلف عن الرجل الذي بطبيعته ليس لديه قدرة على الذهاب الى السوق والتجوال لساعات متواصلة، ويترك الامر للمرأة فهي الاجدر في الشراء.

ويأكد الرضيع أن تمكين المرأة اقتصاديا في سوق العمل من شأنه أن يحفز النشاط الاقتصادي ويؤدي الى استدامة النمو، حيث تبلغ مساهمة المرأة بقطاع غزة فى الحياة الاقتصادية 11 % بينما تبلغ في فلسطين ككل حوالي 15% وهي من النسب المنخفضة جدا قباسا بدول الجوار ومنها دولة الاحتلال حيث تساهم المرأة بالكثير من 40% من القدرة والعمل.

الشعور بالتميز

ويرى علماء الطب النفسي أن ذهاب النساء المتكرر للسوق لا يعتبر إدمان ولا هوس وأنما من خصال النساء هو حب اقتناء الأفضل والأجمل والشعور بالتميز وحب الامتلاك.

ويرجع أحمد خضر؛ اخصائي نفسي هوس الشراء لدي النساء الى عدة عوامل نفسية واجتماعية معقدة أهما الشعور بالوحدة، حيث تشعر بعض النساء سواء المتزوجة أو غيرها بالوحدة وهذا ما يدفعها للخروج للأسواق والشراء، إضافة الى تعرض المرأة للإهمال من قبل الزوج أو الأهل، مما يدفعها الي خلق بديل وهو التوجه للسوق، حيث تسعى بعض النساء للكمال من خلال شراء ما يلزم وما لا يلزم.

ويشير خضر الى أن الضغوط النفسية الواقعة على النساء في المجتمع الفلسطيني تجعل الخروج للأسواق والشراء نوع من التفريغ الانفعالي والهروب من واقع الصعوبات في حياتها.

ونصح د. خضر النساء الي التفكير المنطقي، وتحديد ما تود شراءه قبل الخروج للسوق والتوجه للمكان المناسب لشراء المطلوب، دون اعتبار السوق وكأنه نزهه.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...