أصل الحكاية..هل يعلم أبنائي حكاية حنظلة؟

2020-06-07 08:07:00

 

نهاية أبو خاطر/القدس

 

كلمات للذكرى

ماذا لو استيقظ حنظلة اليوم. ...!
وفي زمننا هذا!!
ماذا لو حنظلة أصبح قائدا للجيل الجديد في فلسطين ماذا لو دُرس أبنائنا أفكار ورؤية حنظلة؟ هل سترتفع رايات العزة ورفض الظلم، هل ستكون البوصلة فقط للعودة إلى فلسطين.

     سؤالي كان لصبية ترتدي حنظلة وتحاول اقناع صديقتها بشرائها من أحد الباعة المتجولين، ابتسمت بوجهها وأنا كلي تفائل بالجيل الجديد وبثقافته واهتمامه السياسي ومعرفة قادة هذا الشعب الروحيين والشعراء والملهمين.

      هل تعرفين من هو حنظلة؟ هل تعرفين هذا الرمز الفلسطيني؟ هل تعلمينا حقيقة ذلك الذي ترتديه حول عنقك الجميل؟

     ضحكت بسخرية متسائلة؛ "ليش كل حدا بشوفني بسألني نفس السؤال!"، لا أملك من المعلومات إلا أبسطها حول هذه الشخصية التجسيدية، ولكن قد ازددت علما به بعدما قام البائع حينما شعر باهتمامي؛ بسرد قصة هذه الرسمة والطفل الذي يمشي كأنه رجل كبير أرهق من هموم الحياة، كلمات ذلك البائع كان لها وقع في قلبي لتؤثر بي وتجذبني لهذا العقد الذي يحمل شخصية من وحي مفكر فلسطيني تجسد حال الشعب الفلسطيني، ولعل تلك الألوان التي تمثل علمنا الفلسطيني كان تميزه وأنا الآن أحاول إقناع صديقتي لشراء واحد كي نتميز بكوننا نرتدي نفس العقد الذي يزينه طفل بلون فلسطين وعلمها، ولاسيما أن كل الأصدقاء يحتفظون بقلادة أو سوار أو رمز معين كذكرى من كتاب أو دلالة لشعب أو موطن ما.

في المقابل نرى توجهاً كبيراً للتأثر بشخصيات وهمية في ألعاب إلكترونية تعزز ثقافة العنف لا التضحية، وثقافة سوء الخلق لا الإمتثال لأخلاقيات الحياة والإنسانية، حبذا لو كان هنالك اهتمام بالرموز الفلسطينية خاصة والعربية عامة لنعزز تاريخها في عقول أبنائنا ونوجد جيلا يحمل في داخله حب الوطن وأمانة المسؤولية.

ونعود للقول ...

لو استيقظ حنظلة وقابل أبنائنا فهل يقابلهم بالمحبة؟ هل يسألهم سؤاله الدائم " فلسطين بخير؟" هل يتعرف عليه أبنائنا؟ هل يعرفون أعماله ومن الذي سماه ودفع روحه ثمنا لإيصال حقائق موجهة من آلام مر بها الشعب الفلسطيني من القريب والبعيد على حد سواء؟

هل سيعرفون انه ناجي العلي؟ الطفل في سن العاشرة الذي لم يكبر عمرا ولكن أعماله كبرت لتجمع 400 لوحة كاريكاتيرية تذكرنا بكل تفاصيل الوجع الفلسطيني.

ونعود للقول لو استيقظ حنظله...

 لغير اتجاهه، ووقف وواجهنا وركل بقدمه العاريه حفنة من تراب الأرض أمام وجودنا الذي خسر عبق رائحة تراب الوطن وأهمية المقاومة والنضال في سبيل الحرية.

حنظلة رسالة مفكّر لشعب كامل.

الطفل الفلسطيني بظهره الذي يقابلنا به منذ ٥٠ عاما؛ حنظلة شخصية كاريكاتيرية خلقت من رحم الزنزانة فكيف تحولت الي ايقونة القضية الفلسطينية.


     ابتكر شخصية حنظلة الرسام الكاريكاتيري الشهير ناجي العلي الذي أجبر على ترك فلسطين في نكبة ال 48 وعاش في مخيم عين الحلوة بالجنوب اللبناني.


اعتقله الاحتلال الإسرائيلي والجيش اللبناني عدة مرات، ليملأ جدران سجونهم بالرسوم المعبرة، وفي 1969 ظهرت لأول مرة قصة حنظلة الكاريكاتيرية لتصبح توقيع ناحي العلي على رسوماته.


قال ناحي العلي بتعريفه للشخصية؛ كلمة حنظلة تعني المرّ او المرارة، مر علي من بين الكثير من الأسماء القديمة ولأن الحقيقة تبقى مرة؛ نسجتها بذهني ووجدت الاسم مناسبا لها.


رسم ناجي العلي قرابة ال ٤٠ الف كاريكاتير تميزت بالجرأة والصراحة والنقد اللاذع للأنظمة العربية وغيرها.


اغتيل ناجي العلي في لندن عن عمر يناهز ٥١ ولم تكشف ملابسات اغتياله حتى الآن؛ حنظلة ولد في سن العاشرة وسيبقى هكذا الى الأبد حتى العودة لفلسطين.


رحل ناجي العلي
وظل حنظلة
رمز للنكبة الفلسطينية
وتحول ليكون أيقونة فلسطينية مثل الكوفية .

مصدر الصورة: الإنترنت

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...