التعصب الكروي الاعمى بين الجماهير

2016-10-19 13:13:52

علي أبو كباش/ رام الله

أعزائي القراء، لا بد أن بعضكم يشجع فريقا معينا، خاصة عندما نتحدث عن الكلاسيكو الإسباني التاريخي بين ريال مدريد وبرشلونة، اللذين كلما اقترب موعد لقائهما الذي يشاهده أكثر من نصف مليار حول العالم، ننشغل بالحديث عنه.

ألا تلاحظون أنكم تنجرون لحالة من التعصب الكروي، حين يبدأ كل منا بمدح لاعبي فريقه المفضل ضد الفريق الآخر. عجبا؛ ألم تصادفك يوما ما صبية أنيقة مهتمة بكل تفاصيل جمالها تتحدث بكل جدية عن كرة القدم؟ وأنت أما وصلت إلى مرحلة المشيب من كثرة ما تابعت الكرة؟ رغم أن فتاتك لم تكن تعرف أين يلعب ميسي ورونالدو سوى يوم الكلاسيكو.

هل تستطيع الفوز عليها في النقاش؟ ألم تهبط إلى مستواها الرياضي المتواضع؟ لا بل قد هبطت إلى مستواها حينما تحدثت عن الكلاسيكو تحديدا إلى حين وصولك لسؤالها أين ستتابعين المباراة؟

مرحلة الانجرار

هذا هو الانجرار نحو التعصب التشجيعي الكروي؛ تلقائيا ودون أي مقدمات إعلامية أو جماهيرية أو تاريخية، لماذا؟! لأنني تحدثت عن مباراة تعتبر حالة نادرة في كرة القدم في كل العالم، وليست مباراة عابرة، إنها الكلاسيكو، التي تستمر حالة التعصب بعدها لسويعات، وسرعان ما تذوب كما الجليد، وتعود الزوجة لطيفة مع زوجها، والأصدقاء لطفاء مع بعضهم!

ولكن هناك تعصبا أعمى يزيد عن حده الأخلاقي، ويذهب إلى حالة الغليان الكروي، والمناكفات التي تبدأ ولا تنتهي.

لم يعد التعصب الكروي تعصبا لفريق يشجعه الفرد، بل أصبح التعصب الكروي سبا وشتما واستفزازا للمتابع المنافس. ومن يتابع يلاحظ أن متابعة رياضة كرة القدم قد خرجت عن هدفها المنشود، ألا وهو التسلية والمتعة، لتصبح وسيلة للاستفزاز.

والتعصب الكروي يضر بالفرد والمجتمع؛ فقد أصبحنا نرى شعب البلد الواحد ينقسم بسبب مباراة لكرة القدم، وأصبحنا نرى العديد من الشعوب تدب بينها العداوة؛ بسبب مباراة جمعت بين منتخبي البلدين، كما مباراة مصر والجزائر، التي انتهت بتأهل الجزائر لنهائيات كأس العالم لعام 2010، والتي أقيمت في السودان.

كل ذلك بسبب قلة الوعي والتهييج الإعلامي. وحتى اليوم هناك حساسية كبيرة جدا بين الشعبين المصري والجزائري!

وتكمن أسباب التعصب الكروي في عدة نقاط:

1-  التحيز الشديد لناد معين، وفعل أي شيء من أجله.

2- حدوث مواقف تاريخية قد تؤثر على العلاقات بين الأندية وجماهيرها.

3- عدم تقبل الهزيمة والخسارة.

4- انعدام الروح الرياضية وتدني مستوى الأخلاق.

5- الاهتمام المبالغ به بكرة القدم كونها اللعبة الشعبية الأولى في معظم دول العالم.

6- انعدام ثقافة الاحتراف بين اللاعبين وعدم تقبل انتقال لاعب من فريق إلى فريق منافس.

7- الأخطاء التحكيمية التي تؤدي إلى إشعال النار بين الجماهير، ومنها إلغاء هدف صحيح.

8- الإعلام والتصريحات الاستفزازية التي تصدر عن اللاعبين أو المدربين أو الإعلاميين.

9- الانفراد بالرأي وعدم الاستماع لآراء الآخرين.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...