الطفلة ملك تؤرخ للإنسان والقضية

2015-06-29 10:25:12

مها علي أبوطبيخ/ غزة

القراءة غذاء العقل، وثروته المعلوماتية، وثورته للكشف عن المعلومات المغلوطة التي تنتشر حولنا. هذا ما اكتشفته الطفلة ملك مطر، التي غذت عقلها بقراءة الكتب التاريخية؛ بهدف محاربة المعلومات الخاطئة التي يبثها الكيان الصهيوني عن تاريخ القضية الفلسطينية عبر "تويتر"، وهي الطريقة التي تقول عنها ملك إنها "أكثر فعالية من الحجارة في مواجهتهم".

بداية الفكرة

حين بدأت ملك، 15 عاما، تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، لاحظت وجود معلومات مزيفة يسربها الاحتلال عن تاريخ القضية الفلسطينية، ويتم تداولها، مما أدى إلى حدوث نقاش حاد بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني. تقول مطر: "فكرت بإنشاء صفحة خاصة على موقع تويتر باسم ؛ تاريخ فلسطين "History of Palestine"  لتكون سلاحا نواجه به أكاذيب الصهاينة وتزييفهم لتاريخ فلسطين.

ملك وتاريخ فلسطين

لم تكتمل جعبة ملك بالمعلومات التاريخية الفلسطينية التي كانت تتلقاها خلال المدرسة، بل كان لديها شغف بقراءة المزيد من الكتب التاريخية لمؤرخين فلسطينيين مشهورين وموثوق برواياتهم، وتقول مطر: " بدأت أصقل معلوماتي وأطورها لخدمة القضية الفلسطينية على تويتر؛ فأتمكن من الرد على الادعاءات الصهيونية بنشر معلومات باللغة الإنجليزية لمخاطبة العالم، تدحض ما ينشره الكيان الصهيوني من أكاذيب تاريخية".

أكاذيب  ينشرها الصهاينة

وتوضح مطر أن من أبرز الادعاءات والمعلومات المغلوطة التي ينشرها الصهاينة، أن الفلسطينيين باعوا أرضهم وغادروا البلاد طوعا، وأن فلسطين أرض الميعاد التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات، ويجب ترحيل غير اليهود منها، وجعلها دولة يهودية نقية خالصة.

وأن اليهود في شتى أنحاء العالم يمثلون شعبا واحدا، وأنهم أنقى أمة بين الأمم، وأن الرب قد وعدهم بالسيادة على العالم على أساس كونهم شعب الله المختار، وأنه يجب أن يفرضوا الهيمنة عل الوطن العربي.

ملك مطر... ترد

وتقول مطر: "إن نكبة عام 1948، والحرب النفسية المعززة بالمجازر وممارسات الترهيب المنهجية التي اتبعتها القيادة الإسرائيلية آنذاك دفعت سكان المدن والقرى العزل إلى الفرار. لكن المؤكد أن جموع اللاجئين لم تذهب بعيدا، فهي لم تغادر فلسطين أو المناطق المحاذية لها مباشرة،  حيث تركز معظمهم في بقع لا تتعدى ساعة انتقال برية عن مناطقهم الأصلية، وكان خروجا مؤقتا إلى أقرب نقطة آمنة أقيمت فيها مخيمات المتطلعين إلى عودة وشيكة، حيث لم يكن الخروج بقصد ترك البلاد وتسليم مفاتيحها للمحتل".

وحسب قول الصهاينة: "إن كان للعرب إحدى وعشرين دولة واسعة المساحة فبوسعهم العيش فيها، ولكن ليس لليهود سوى دولة وحيدة في رقعة ضيقة، فإلى أين يذهبون"؟ ثم إنه "الحق التاريخي لليهود في أرض الميعاد، الذي يمنحهم امتياز العودة إليها". وتعقب مطر فتقول: "ولو سلمنا بالمعيار العددي لصح القول إن الولايات المتحدة هي "دولة اليهود" التي حلم بها هرتزل، إذ تستوعب منهم اليوم أكثر ممن تم توطينهم في فلسطين المحتلة بفعل حملات الاجتذاب المحمومة عبر قرن ونيف من الزمان. ثم إن ربع الإسرائيليين أو ثلثهم يعيشون خارج فلسطين، ويحرصون على حمل جنسيات مزدوجة ارتباطا بأوطان متفرقة".

وتبين مطر أن دعاية الاحتلال تكثر من التلاعبات اللفظية عند الحديث عن "العرب"، فتمعن في طمس شعب فلسطين، والثابت أن خطاب الاحتلال لا يجرؤ حتى اليوم على استدعاء مفردة الشعب الفلسطيني.

لملك مطر إنجازات

وتمكنت مطرمن أن تثير جدلا واسعا على مستوى العالم لتكسب تأييدا واسعا للقضية الفلسطينية، وحصلت على أكثر من 6000 متابع على موقع تويتر، وشاركت بـ260 صورة تاريخية في متحف تاريخي أقيم في العاصمة البريطانية لندن، وكانت هي المسؤولة عن الزاوية التاريخية فيه.

وتتمتع مطر بموهبة الرسم التي كرستها لخدمة القضية الوطنية، إضافة إلى تعلمها لجذور اللغة العبرية والفرنسية خلال فترة العدوان الأخير على القطاع.

تهديد صهيوني

وتواجه مطر العديد من الصعوبات أثناء نشر معلوماتها، حيث تعرضت للتهديد ولهجوم بعض الصهاينة، حيث تبين أنها شعرت بالرهبة في البداية، ولكن في ظل تشجيع الأهل والأصدقاء، زادت ثقتها بنفسها وبقوتها على الاستمرار في خدمة الوطن والقضية، وتقول: "تويتر يسمح بكتابة 140 حرفا لا غير، وهي لا تكفي للتعبير". وتبين أنها دعمت الكلمات بالصور لتصبح أكثر تأثيرا".

رسالة ملك مطر

وفي غمرة هذه الذرائع وغيرها لا تغيب الحقوق والشرائع وحسب، بل يتوارى العقل خجلا ويتهاوى المنطق أيضا،بيد أن هذا الخطاب الدعائي المتهافت يكفيه مفتاح تحمله يد فلسطينية صغيرة؛ ليقتلع رواية الاحتلال من جذورها، ويؤسس للعودة في حتميتها التاريخية. وتوجه ملك رسالتها للعالم أن الشعب الفلسطيني ليس مجرد أرقام تذكر عندما تستهدفهم طائرات الاحتلال؛ بل نحن أصحاب حق، وتقول: "هذه الصفحة جاءت للرد على جملة واحدة: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...