بضع شواكل...لتوفير لقمة عيش

2021-01-26 09:24:45

بسمة أيمن محمد كاظم عنان/غزة

خضر ويوسف" طفولة ضائعة"

"لم أمنح فرصة "التعلم" بسبب حاجتي للعمل من أجل الحصول على بضعة شواكل تساعدني على توفير بعض من الحاجات الأساسية لأفراد عائلتي" يقول خضر، 15 عاما، الذي يذهب إلى المدرسة ثلاثة أيام في الأسبوع، بينما يذهب بقية الأيام للعمل  في الميناء مع صديقه في العمل والدراسه "يوسف"، يبيعان القهوة والشاي للزوار، وفي بعض الأحيان يذهبان لبيع النحاس والبلاستيك، ويتقاسمان الأجر فيما بينهما.

وحينما سألتهم: "ماذا يقول لكم المدير لغيابكم المتكررعن المدرسة"؟ أجابا بنبرة حزينة والحسرة تملأ أعينهم: " يرد علينا بالعصاية".

 يذهب الطفلان إلى العمل في الميناء في ساعات مبكرة، وينهيان عملهم مساءً في وقت متأخر، ويوضح خضر أن والده كان يعمل صيادا في ذات المكان؛ ولكنه اضطر إلى التوقف عن العمل جراء تدهور طرأ على صحته، ويتابع: " أصحبت المعيل لأسرتي المكونة من ثمانية أفراد". بينما عبر يوسف أن والده كان يعمل سائقا ولكن تعرضه لذبحة صدرية، أجبرته على ترك عمله.

يشعر كلا من يوسف وخضر بغصة في حلوقهم عندما يشاهدون أقرانهم يلعبون ويشترون ما يطيب لهم، بينما هم يقضون طفولتهم في تجميع بضعة شواكل. "خضر أخي، ونتشارك لقمة الطعام سويا" يؤكد يوسف، و التقت نظراتهما مع ابتسامة حزينة  تعلو ثغرهم لضياع طفولتهم بين أقدام الحصار.

"بائع الكاسترد"

أكملت جولتي في الميناء، وشاهدت بائعا في منتصف العمر يبيع "الكاسترد" مهلبية بالعسل، يمشي بهدوء وملامحه تبعث الطمأنينة في النفس، ولكن ما أثار استغرابي هو أنه يحمل في يده المصحف الكريم،  وباليد الأخرى يجر العربة، فتوجهت له، وسألته: " أراك تحمل المصحف وأنت تبيع؟ ، وأجاب: " نعم، علي أن أختمه هذا الأسبوع".

ويبين عمر العوضي، بائع الكاسترد، أنه يأتي إلى الميناء مع ساعات بزوغ الشمس، ويجوب بعربته في أرجاء المكان، ثم يغادر ليكمل بيعه في منطقته التي يسكن فيها. ويقول: " كنت عاملاً في الداخل المحتل قبل 15عاما، لكن تردي الأوضاع الاقتصادية دفعني لبيع الكسترد حتى أستطيع إطعام أبنائي".

يحضر العوضي الكاسترد بنفسه" لا أطلب من زوجتي تحضره، لديها ما يكفي من أعمال البيت وتربية الأبناء" يقول عمر. مضيفاً أن مهمته هي تأمين مصاريفهم.

انتهت جولتي بشراء كوب قهوة، والجلوس لمشاهدة ترنح السفن في مياه البحر يمينا وشمالا، وشباك الصيادين من حولها تصطاد الأسماك، غادرت الميناء وداخل عقلي تدور أسئلة حول مصير هؤلاء الأطفال هل سيغلبهم العمل ويتركوا المدرسة والتعليم؟، وحول حال بائع الكاسترد الذي يحاول أن يؤمن قوت يومه لإعالة أفراد أسرته، إلى متى سيستمر هذا الحال المريب الذي نشاهده كل يوم في مدينة غزة؟

 

مصدر الصورة: الإنترنت

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...