إسراء صلاح/غزة
مشاهد الإخلاء القسري وسرقة الأرض وانتهاك حق الفلسطينيين، هي مشاهد النكبة الفلسطينية لعام 1948، فتهجير الشعب الفلسطيني وإقامة كيان إسرائيلي على أرض مأهولة بسكانها الأصليين، سياسة متجذرة في الفكر الصهيوني، لكنه لن يتمكن من نضال الشعب الفلسطيني، فالفلسطينيون رغم ما تلقوه من ضربات يرفضون الرضوخ والاستسلام، ومتمسكون بالثوابت.
لمحة تاريخية
يقع حي الشيخ جراح في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في مدينة القدس خارج السور، وأنشئ في القدس عام 1956 بموجب اتفاقية وقعت بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والحكومة الأردنية، وفي حينه استوعب 28 عائلة فلسطينية هجرت من أراضيها المحتلة عام 1948.
وكان من أهم بنود الاتفاقية وهو البند رقم 11، والذي قضى بأنه بعد مرور 3 سنوات من إقامة هذه العائلات اللاجئة في حي الشيخ جرّاح، ستصبح ملكية البيوت التي سكنوها ملكاً لهم، على أن تدفع العائلات أجرة رمزية لحين إتمام البناء وتسجيل الملكية بأسمائهم، لكن ذلك لم يحدث أبداً.
تطهير عرقي لتهويد القدس
يقارع أهالي حي الشيخ جراح الجمعيات الاستيطانية في حارتهم وبيوتهم ومحاكم الاحتلال، حيث أخليت ثلاث عائلاتٍ عام 2008 _ 2009، وهدد الاحتلال سبع عائلات في منطقة كرم الجاعوني في حي الشيخ جراح بالإخلاء يوم الأحد 2-5-2021، وأنذرت خمس عائلات بالإخلاء حتى 1-8-2021، فسياسة الاحتلال هي إخلاء 15 عائلة من أصل 28 تسكن المنطقة، لتحقق مرادها في لتهويد وضم القدس وطمس معالمها العربية والاسلامية وتغيير خارطتها.
تصدي الفلسطينيين وصمودهم
تكافح العائلات في حي الشيخ جراح لحماية منازلها من استيلاء المستوطنين الإسرائيليين، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للأحداث والمواجهات في باب العامود وحي الشيخ جراح، كما وظهرت السيدة منى الكرد في مقطع فيديو في حوار دار بينها وبين مستوطن اسرائيلي اسمه يعقوب، طردها من منزلها واستولى عليه، ورفض الخروج منه وقال لها بكل وقاحة: "حتى لو خرجت منه، فأنتِ لن تعودي إليه، إذا لم أسرقه أنا سيسرقه غيري"، هذا المقطع أثار غضب الفلسطينيين، فقام نشطاء التواصل الاجتماعي بعمل حملة check-in تسجيل الدخول في الشيخ جراح- القدس، كتعبير افتراضي للوقوف بجانب أهالي حي الشيخ جراح في القدس، كما وتم تفعيل هاشتاق #انقذوا_حي_الشيخ_جراح، وأصبحت القضية ترند على مواقع التواصل الاجتماعي.
مصدر الصورة: الإنترنت
