وائل صلاح الدين/ القدس
للإبداع ألوانٌ وفنون، هذه هي الحياة، من يتألق فيها يكن له نصيبٌ من العظمة والرُقي، هذه دعوةٌ مني في مقالي المتواضع هذا إلى شحذ الهمم والمثابرة والكفاح الذي يرافقه الطموح والعزم الذي لا يلين، كما أن للثقة بالنفس دورها الرائد في الوصول إلى أعلى درجات المجد والتألق والنجومية.
هذه هي الفنانة الفلسطينية الصاعدة روان عليان التي ولدت في العاصمة القطرية الدوحة في الثاني من تموز من العام 1991م، وعاشت في الغربة الست السنوات الأولى من عمرها، لتعود أرض الوطن فلسطين، موطنها الأصلي، بلد الأجداد، وتستقر في بلدة بيت لاهيا، في كنف عائلتها المكونة من خمس اخوة هي الوسطى بينهم، ووالد يعمل مقدماً لبرنامج ٍرياضي عبر أثير شاشة التلفزيون الفلسطيني الرسمي، ووالدة مصرية المولد، فلسطينية التنشأة، ربت أولادها على حب فلسطين، والإنتماء لها، فأخذت من أمها الحنان، وأخذت من أبيها حسين عليان الطموح الذي أوصله ليكون رئيساً لرابطة الصحفيين الرياضيين في فلسطين .
بداية التألق
كانت بداية التألق مصادفةً، ولكنها مصادفةٌ جميلة، إستمع لها والدها وهي ترتل أيات ٍ من سور القرآن الكريم ، فشعر بإحساسٍ غريب دفعه للمواظبة على سماع صوتها وتلاوتها بين الفينة والأخرى، حقاً كان صوتاً عذباً صوتاً يُدخل الطمأنينة والسكينة إلى القلوب، فتنساب مشاعرٌ روحية، لتتدفق على قلب والدها " أبو حسام" ، الذي لم يكن من الصعب عليه أن يوصلها إلى منبر التلفزيون الفلسطيني، وذللك بحكم عمله ومنصبه في التلفزيون الفلسطيني وعلاقته الوطيدة مع مدير هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني ماهر الريس، والذي إنبهر بجمال صوتها.
لم يكن متردداً في عرض صوتها على أولي الأمر المختصين بذلك، حيث أشادوا بجمال صوتها العذب، وبدقة عرضها الذي يعكس خبرةً لا يستهان بها في هذا المجال، وهذا الإطراء ساهم في إخراج صوتها الى النور، وهي واثقة ٌ انها أصبحت تمتلك حنجرةً ذهبية تستطيع من خلالها مواجهة أعظم التحديات.
شهد لموهبة روان خبراءٍ لا يستهان بهم في مجال الفن والموسيقى والأوبرا، حيث قاموا برعايتها، ومنهم الملحن الموسيقي وائل اليازجي، وسعد هنية، ومسعود وجمال الدريملي. ولا زلت اذكر ما قاله عنها المشرف الفني والملحن هشام يوسف خلال مكالمة هاتفية اجريتها عقب انتهاء الحرب عام 2012م، حيث اشاد بها قائلا:" روان صوتاً فريداً قلما تجد له مثيلا، وأنه أشرف على أدائها لإنشودة (رجعولي أمي) بعد تحضيراتٍ وتدريبات متواصلة قاربت العام ".
وضمن مقابلة تلفزيونية أجريت لها عام 2004م، في برنامج مواهب الأطفال" مبدعون" قالت أمام كاميرا التلفزيون الفلسطيني: "إنني كنت أحصل على المرتبة الأولى بلا منازع في المسابقات الفنية التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم العالي على صعيد فلسطين " .
اجمع على موهبة روان كثيرون منذ طفولتها، لكن السؤال المطروح الآن، هل ستكمل روان عليان مشوارها الفني في برنامج آراب آيدول؟ ، وتنال ما ناله النجم محمد عساف من شهرة وتميز، خاصة بعد تخطيها لتجارب الأداء الاولى وتعثرها في الثانية، حيث تم استبعادها من مرحلة العروض المباشرة، ثم اعادتها اللجنة للمنافسة بشكل استثنائي لاجماعهم على كونها تستحق فرصة اخرى.. العديد من الاسئلة والتوقعات بشأن روان ستحسمها الايام والاسابيع القليلة القادمة.