عدوان إسرائيلي يتوقف وقصص مؤثرة تتكشف

2021-06-05 17:31:29

أحمد أبو محسن/غزة

انتهى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد 11 يوم من الألم والمعاناة التي خلفتها همجية الاحتلال الغاشم على بقعة جغرافية مساحتها 56كم، تعدُ من أكثر المدن كثافة سكانية في العالم، هذه الجولة الأخيرة كانت أكثر وحشية من سابقاتها، من خلال ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وضد الإنسانية، استخدم جيش الاحتلال فيها مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا والغازات الكيماوية السامة دون مراعاة لمبدأ التناسب والإنسانية.

أنس اليازجي واستشهاد خطيبيته

لكن على الجانب الآخر امتلئ القطاع بقصص مؤلمة يعجز قلبي عن وصفها، فكلما تصفحت وسائل التواصل الاجتماعي أثناء العدوان يفجع فؤادي بما تقرأه عيني من حوادث جمة أحدثه هذا العدوان، فمثلاً في احدى مجازر شارع الوحدة بمدينة غزة والتي راح ضحيتها أكثر من 45شهيد، الشاب أنس اليازجي خلال أوقات العدوان يطمئن على خطيبته شيماء الكولك من خلال اتصال هاتفي، وفجأة ومن دون أي مقدمات انقطع الصوت عنها، وبعد لحظات سمع " أنس" خبر استهداف العمارة التي تسكن بها خطيبته، لتكون هذه المكالمة هي الأخيرة، وترتقي شهيدة وتزفها الملائكة.

مفارقات عجيبة تحدث في غزة، فـ " أنس" الذي كان قد قرر موعد الزفاف مع خطيبته " شيماء" بعد عيد الفطر، لكن الاحتلال الإسرائيلي خطف هذا الحلم منهما، فالفستان الأبيض الذي كان يراود " شيماء" في كل لحظة أصبح خيال، نعم لقد زفت بالأبيض إلى الآخرة، وتركت " أنس " ينجو بمفرده دونها في الحياة التي أوجعته برحيلها.

العقاد تنقذ سمكة من تحت القصف

وفي هذه  القصة مع الطفلة التي أنقذت السمكة من تحت القصف في غزة، حيث ظهرت الطفلة الفلسطينية نانا العقاد البالغة من العمر ثمانية سنوات خلال العدوان الاسرائيلي، وهي تحمل مرطبانًا صغيرًا فيه “حورية”، الصورة التي لاقت رواجًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حينما قصفت طائرات الاحتلال بيتهم وسط قطاع غزة، سارعت للذهاب هي ووالدتها إلى البيت لكي تطمئن على السمك، ظنًا منها أنه نجى من همجية الاحتلال الذي لا يفرق بين الشجر والحجر.

خطوة قلق تتعبها خطوة خوف، فـ"نانا" التي اعتادت الاهتمام بالعصافير وأسماك الزينة، أخذت تفتش بين الركام على أثر لحوض السمك، وبعد وقت من البحث وجدت سمكتها " حورية" التي نجت من القصف، فحملت مرطبان الحورية بين ذراعيها وعادت مسرعة تبحث عن الأمان لها ولصغيرتها.

أطفال حرموا من حضن الوالدين

أما عن قصة الطفل نور الدين حمد، سكان بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة ، الذي عبر عن سعادته بموافقة والده على الذهاب إلى بيت عمه الملاصق لبيتهم للعب مع ابن عمه كنان بعد الإفطار كالعادة، ففي جوًا مليء بالطمأنينة كان عم نور وعائلته يشربون القهوة بعد الإفطار في ساحة صغيرة مجاورة لبيتهم، في حينها كان الأطفال يلعبون على مقربة منهم، ففجأة ومن دون سابق إنذار قذيفتين صاروخيتن أًطلقت من دبابات الاحتلال أسفرتا عن استشهاد ستة من أفراد العائلة، باستثناء الطفلين نور الدين وكنان، اللذين أصيبا بجراح متفاوتة، حيث استشهد والد ووالدة نور، ولم يبق له سوى أخوته الثلاثة الصغار.

 

أصوات الصواريخ الإسرائيلية كانت أيضًا لها نصيب في تسببها استشهاد مسنة في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، إثر سكتة قلبية جراء صوت الغارات الإسرائيلية التي اقتحمت الجدران بكل عنف دون أن تفرق بين مُسن وطفل، وفي وسط قطاع غزة تحديدًا في منطقة دير البلح انهار المواطن محمد الحديدي، بعد عثوره على طفله الرضيع (5 أشهر)، الوحيد الناجي من مجزرة مروّعة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق عائلتي أبو حطب والحديدي بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، فاستقبله "يا حبيبي يبابا الحمد لله، أنا ضايل معك"، كلمات ممزوجة بالبكاء خاطب بها الحديدي طفله عمر، بعد أن عثر عليه في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، علّها تواسي جراحه بفقد زوجته وأطفاله الـ3 جزاء المجزرة الإسرائيلية.

هذه القصص من بين مئات الحكايات الأخرى التي لم تتكشف تفاصليها التي تقشعر البدن وتوقف القلب عن النبض، فهذا العدوان كما ذكرت سابقًا لم يمر علينا مثله من قبل، فغزة الأبية رغم هذه الألم الذي عاشته تبقى شامخة وعزيزة النفس في عيون العالم أجمع، الذي رأى بعيونه كيف لمدينة صغيرة أسقطت هيبة " الجيش الذي لا يقهر".

مصدر الصور: الإنترنت

 

 

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...