طه طبيلة/ نابلس
الاثنين، الرابع والعشرون من آب. صراحةً لم أعتد في مثل هذا اليوم من كل عام أن يفاجئني أحدهم بهدية مغلفة أمام باب الشقة، أو رسالة في مدونة المحاضرات تتمنى لي عاماً سعيداً من شخص مجهول، لربما لم أكن لأعرف بأن عمري سيزداد الآن عاماً لولا فضل شركة الاتصالات السابعة صباحاً وهي تذكرني بأني الآن سأبدأ عاماً جديداً بعدما أنهيت 21 عاماً مروا هكذا. هل أقول مروا بسرعة؟ لن يكون رأيي منطقيا، فثمة ما مر منها سريعاً وثمة ما مر منها بطيئاً حتى لو كان اليوم واحد وعشرين عاماً.
في الثامنة تقريباً سأتابع بعض الفضائيات، الجزيرة وفلسطين والعربية، أصغي إلى الدكتور مصطفى البرغوثي في برنامج من أخبار الصحافة، سيذهب إلى أن "إسرائيل" ليست دولة احتلال أو دولة تطهير عرقي فحسب، وسيقول إنها دولة عنصرية.
سيوضح لماذا هي كما قال، سيبدي رأيه في أوباما؛ الرئيس الولايات المتحدة، وسيقول البرغوثي بأن القيادة الإسرائيلية تكره أوباما لأنه من أصول إفريقية. وحين ينتهي من كلامه، ويكون هناك انتقال من مذيع إلى مذيعة، سيكون هناك فاصل غنائي، ستبث أغنية "يسعد صباحك"؛ هل الكلام موجه لي! لأن هذا الصباح صباح عامي الجديد؟ سأذهب بعيداً، وألتفت إلى الصور المصاحبة للأغنية، ستكون مشاهد من مدينة القدس. كم من عام مر دون أن أزور هذه المدينة؟ لم أعد أذكر! ربما لم أزرها منذ عام ثمانية وتسعين، وربما لم أزرها غير تلك الزيارة.
لو كانت الطريق إلى القدس سالكة، لو لم يكن هناك تشديد على دخولها، لوجب أن أنفق يومي الجديد، في عامي الجديد، في شوارع القدس. هذا أفضل احتفال بعامي الجديد! ألا تستحق القدس أن أغامر من أجلها؟ ألا تستحق أن أسجن يوماً أو يومين من أجل زيارتها، حتى لو كان هذا في بداية عام جديد من عمري؟ ولا أدري إن كنت سأرى القدس فيما تبقى من سنوات العمر.
أيها الإسرائيليون إنكم تؤججون فينا نار الكراهية وتجعلوننا نحقد عليكم أكثر وأكثر، سأبدأ يوماً جديداً من عمري بكراهيتكم قبل أن أبدأ به بحب القدس!