ما وراء عينيه..حلم مبتور؟!

2017-06-15 07:37:50

ناريمان شوخة/ رام الله

انكفأت إلى الوراء خطوة قوية بعدما ألقى بنفسه في أحشائي، أحسست وكأنما أضلاعه تتغذى على أضلعي، تلتهم الشوق دون استئذان وبلا رحمة، باغتني شعور جميل لم أعشه منذ مدة طويلة، تحرك كل شيء بداخلي، وعادت الحياة تسري في شراييني من جديد..

التصق بي بشدة، حتى أني بدأت أسمع دقات قلبه الملهوفة، ابتلعت دموعي الحارقة بتنشج عله يسمع دقات قلبي أيضا.

"يابا خليك ما تروح، ما بدي إياك تكون بطل بدي تضل معنا".

معادلة غير قابلة للموازنة قط..هل سيفخر بي الوطن عندما ينكسر الغصن؟! ليت كل شيء سهل مثل الكلام..ليت الحرب تحترق كما تحرقنا شوقا..

لم أعرف بماذا أجبه؟ أعده بأن أتخلى عن الوطن وأبقى بجانبه؟أم ماذا!!؟؟

التزمت الصمت أمامه وكل ما بداخلي يتحدث، أشم رائحته، أتجرع منه من كلمة أبي.

أيعقل بأن يُحرم الإنسان من أبسط هذه الحقوق؟

كان صوته أشبه بصوت الشخير المزعج، أيقظني من نومي وسرقني من حضن طفلي البريء الذي لا علاقة له بالسياسة، كل همه أن أكون بجانبه وأن يتخلص من المستقبل المجهول.

ينادى علينا باشمئزاز ويلفظ حروف اسمي بتعجرف..

فتحت عينيَّ ببطء ورحت أستعيد وعيي بتدريج قبل أن أبصر شيئا من حولي عدت لأغمض جفني بقوة مع موجة الألم العنيفة التي اجتاحت جسدي المتعب الملقى على البرش الحديدي، وغطى الألم كلَّ حواسي، تصلبت عضلاتي وأنا احاول الصراخ بكل قوة.. لكن الصوت لم يخرج من حلقي.

كنت هناك في المنام، حيث يرفع القلم، وحيث يمكنك أن تطير أو أن تمشي فوق الماء! لا أريد رؤية المستحيل..أريد حريتي واحتضان صغيري الوحيد.

يرفع صوته الغليظ مجدداً..يريد إحصاءنا ليرى هل الإضراب قتل أحداً منا. لم نمت بعد، وحتى لو انتزعتم أرواحنا فخلفنا الكثير من الأجيال الصامدة.

سنمتنع عن كل شيء إلى الحد الذي يضمن بقاءنا على قيد الكرامة، فنحن نستطيع العيش بذراع مبتورة، لكننا.. لا نعيش دون كرامة.

هذا هو حال الأسير الفلسطيني..

المشهد الأخير قبل العودة لحلمي العاشر المكرر، يقوم الجندي بالضرب بالعصا على الأرض والشبابيك للتأكد من عدم وجود محاولات هروب، وكانت هذه العملية بالنسبة إليهم هي مجرد فحصٍ أمنيٍّ ليس إلا.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...