يوميات الحجر المنزلي للأسر الغزية وفقرة التاسعة

2020-09-10 15:07:55

رفيف اسليم/غزة

      تتفقد السيدة أم محمد أبو عيادة أطفالها وهم يلهون على تلك الأرجوحة المعلقة بأحد أغصان الأشجار الضخمة بحديقتها وهي تخبر زوجها "منيح انو عنا هالجنينة لولاها الصغار طقوا من الزهق"، فالسيدة الثلاثينية أدركت مؤخراً أهمية قطعة الأرض الصغيرة المزروعة أمام منزلها في ظل عودة انتشار فايروس كورونا (كوفيد-19)، وإعادة فرض حظر التجوال على كافة المناطق في قطاع غزة ليصبح البيت المكان الوحيد الذي يسمح التجول فيه.

تطفئ أبو عيادة ذلك المذياع الذي يؤكد زيادة عدد الإصابات عن اليوم السابق لتخبرنا أن هواية زراعة الورد لديها بدأت منذ كانت طالبة بالمدرسة فأحبت الورد وهو كافأها بانتشاره حولها مضيفة أن أفضل وقت للعناية بالأشجار هو في الصباح الباكر، وأن حبها لزراعة الورود دفعها لتجربة زراعة الأشجار المثمرة كالزيتون واللوز والجوافة وغيرها لتصبح حديقتها بالحال الذي هي عليه اليوم.

وتكمل أبو عيادة أنها تضع طاولة الطعام بالخارج في مكان خصص ليحجب أشعة الشمس لتشعر عائلتها أنها بمطعم مفتوح، أو مكان خارجي مماثل لأماكن جلسات التصوير المميزة، ملفتة أنه وقبل كورونا كان زوارها يرفضون الدخول للمنزل ويفضلون شرب فنجان القهوة بالخارج، أما اليوم فهم يتصلون بها ليعبروا عن شوقهم للمكان، ويتمنون أن تعود الأحوال لنصابها في قطاع غزة ليعودوا لجلساتهم السابقة.

أما سامي مقبل فكانت له تجربة مختلفة خلال فترة الحجر، حيث أنشأ قناة على اليوتيوب ليشارك من خلالها أنشطته اليومية مع أصدقائه، ويقول إنه خلال الفترة الحالية أصبح يمتلك الكثير من الوقت فقرر أن يشارك تجاربه في قراءة بعض الكتب وتشجيع المتابعين على مشاركته بعناوين كتبهم أيضاً أو اقتراحاتهم، كما ويصور بعض الفيديوهات وهو يساعد والدته بالطبخ وأعمال المنزل المختلفة ومن ثم يقوم بمشاركتها على تلك المنصة ليشجع أصدقائه للمساهمة في أعمال مماثلة.

تثبّت بسمة أبو ناصر قطعة القماش التي بين يديها لتكمل تلك اللوحة التي على وشك الانتهاء منها وتضيف أنها قررت أن تستغل فترة الحجر الصحي بالبحث عن كيفية تعلم الغرز المستخدمة لتكوين أي رسمة أو تصميم، واليوم وبعد محاولات متكررة استطاعت أن تنجز تلك الرسمة البسيطة على منديلها الأبيض، كما بحثت على ليوتيوب أيضا لتتعلم اللغة الإنجليزية وتطور من مهاراتها سواء في التواصل مع الأشخاص أو في سوق العمل.

فيما قرر علام الجمل خلال هذه الفترة استعادة أجواء العيد وصنع المعمول بنفسه لأن شرائه في الوقت الحالي مع انتشار الفايروس غير ممكن، وقد شعر بسعادة كبيرة عندما نجحت تجربته وجلس ليستمتع بتناوله مع كوب الشاي، مضيفاً أنه بعد ما نجح بالتجربة السابقة قرر تعلم عزف الموسيقى فأمسك بالعود وبدأ يدندن بعض الألحان التي باءت بالفشل، لكن لا مشكلة فأمامه متسع من الوقت للمحاولة حتى ينجح.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت عن وجود أول حالة مصابة بفايروس كورونا في ال 25 من أب المنصرم والذي قررت على إثره إلزام قطاع غزة من جديد بالحجر الصحي والاستعانة بوزارة الداخلية الشرطة لتطبيق الإجراءات وبناء على ذلك قرر الغزين جعل الساعة التاسعة في كل يوم وقت محدد يوجهون خلاله التحية والدعم لكل من الطواقم الطبية والأجهزة الأمنية على جهودهم المتواصلة في تلك الفترة من خلال الخروج عبر النوافذ والتصفيق والغناء لهم.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...