شيء يمتلكه كل شخص، وموهبة كل ذي إحساس عميق، تشبه الاستبصار، وتصلح كحاسة بين حبيبين أو صديقين، وبين أم وولدها، وبين الأخوة أيضا، ويستطيع الشخص أن يشعر بها قبل عمل أي شيء أثناء التخاطر مع نفسه، ويستطيع المظلوم أن يستعمل هذه الحاسه بتقربه إلى الله، كما تستخدم اثناء مجالسة الناس، لتوصل رسالة إلى شخص حتى لو كان لا يحبك، فهذه الحاسة حيرت العالم منذ القدم وما تزال..!
هي ظاهرة روحية يتم من خلالها التواصل بين الأذهان بتأثير عاطفي دون اتصال بالحواس. وهذا الاتصال يشمل الأفكار والأحاسيس والمشاعر، والتخيلات الذهنية دون نقاش.
ومن مواقفها التي ربما نعتبرها صدفة: إحساس الأم بولدها عندما يقع له مكروه، أو الاتفاق في نص أو عبارة بين شخصين خرج ذات الكلمات من فميهما في ذات اللحظة، أو تتردد في الصدر أغنية لم تفصح عنها؛ لينطلق شخص بجوارك في أدائها بصوت مرتفع، أو عندما يخطر ببالك شخص ما، فيرن جرس هاتفك لتفاجأ بأن الاتصال منه.
وهناك فرق بين التخاطر وقراءة الأفكار والحاسة السادسة؛ فهذه المواقف عندما تحدث بشكل عادي أو مفاجئ، تنطبق عليها مقولة العامة:"لو ذكرنا مليون ليرة".
تمرين التخاطر
ابحث عن مكان هادئ، وأجلس على كرسي مستقيم الظهر.
اجلس بحيث يكون الظهر والرقبة مستقيمين.
قبل أن تبدأ بأي فعل، فكر بالشخص الذي تود إرسال الرسالة إليه...فكر بالرسالة التي سترسلها إليه، ويجب أن تكون قصيرة وواضحة.
والآن أغمض عينيك، واسترخ، وتنفس خمس مرات بطريقة (الها)،التي يتم فيها الشهيق من الأنف، والزفير من الفم. وهذه الطريقة تساعد على التركيز؛ فإذا راودتك أفكار عند تركيزك على التنفس فلا بأس، أكمل وتخيل، فهذه الأفكار سحابة عابرة ستزول.
وعند انتهائك من التنفس مع التركيز التام، ضع يدك اليمنى على جبينك، واليسرى على مؤخرة رأسك، وركز انتباهك على العين الثالثة وسط الجبين؛ فهي منطقة الحاسة السادسة. واستشعر هالتك المحيطه بك، وتخيل الشخص الذي تريد إرسال الرساله إليه يقترب منك أكثر فأكثر، وانظر إلى هالته عندما يصبح قربك، انظر إليه وكأنه حقيقي، وركز على ملامح وجهه، ومشيته، وتعابير وجهه، ورائحته، وصوته كأنه بالفعل أمامك.
دعه يخرج من هالته ويدخل هالتك المحيطة بك؛ ستصبحان في هالة واحدة، عندها أمسك يده وأخبره بالرسالة، وانتظر منه الإجابة. قد تكون إجابته في نفس اللحظة، أو قد تأتي في وقت متأخر عند انتهاء التمرين، أو تأتيك الإجابة وأنت نائم على صورة حلم.
عند انتهائك من الرسالة أخبره أنك سترسل إليه رساله أخرى، وحدد الوقت الذي ستقوم بإرسالها فيه، ودعه يخرج من هالتك إلى هالته.
انظر إليه يبتعد إلى أن يختفي، وتنفس بطريقة (الها) مرة واحدة بعمق، ثم افتح عينيك.
يجب أن تتوفر ظروف تساعد على نجاح عملية التخاطر، أهمها صفاء الذهن وهدوء الأعصاب،
وألا يكون الشخص غاضبا، مع اعتدال الطقس وصفاء الجو، والاعتقاد التام بنجاح العملية، والشعور بالتسامح تجاه الذي تريد إرسال الرساله إليه.
سوف اختم لكم بأن هذه الرسالة إن لم تكن مقتنعا بإيصالها فإنها لن تصل، ولذا يجب تنمية هذه الحاسة بالتدريب؛ فهي غريزة فطرية ترتبط بصفاء الروح.