إبراهيم شلالدة/ الخليل
العلاج بالطاقة؛ هي ممارسة روحانية بدأها الياباني ميكاو أوسوي عام 1922، ثم طورها معلمون آخرون وأصبحوا يعلمونها لغيرهم. نتحدث عن الريكي؛ وهي تقنية تسمى الشفاء بالكف، وفي الإنجليزية تسمى palm healing، وتعتبر من أشكال الطب البديل والتكاملي، وأحيانا تصنفها بعض الهيئات المهنية الطب الشرقي.
تقوم فكرة العلاج بالطاقة على نقل «طاقة الشفاء» عبر الراحتين. وهناك فرعان رئيسان للريكي: الياباني التقليدي والغربي، ويتفرع منهما ثلاثة أشكال متفاوتة، تعرف بالدرجات الأولى والثانية، ودرجة الماستر أو المعلم، وفي الدرجة الأولى يصبح من يمارس الريكي قادرا على شفاء نفسه والآخرين. أما في الدرجة الثانية فيكون قادرا على شفاء الآخرين عن بعد، باستخدام الرموز المتخصصة. أما الماستر فيكون قادرا على تعليم الآخرين وتكييفهم على الريكي.
وقد خلصت تجارب سريرية منهجية على عينات عشوائية سنة 2008، إلى أن الأدلة التي أشارت إلى أن الريكي هو العلاج الفعال لأي حالة غير كافية، ولا تزال أهمية الريكي غير مؤكدة.
ويعتبر العلاج بالطاقة موضوعا جديدا في منطقتنا، رغم أن له أصولا ومميزات كثيرة، أهمها أنه لا يستخدم المواد الكيميائية. ومن رواده الدكتورة ماجدة البكري؛ أخصائية العلاج بالطاقة، من قرية البعنة قضاء عكا. وللتعرف أكثر على هذا العلاج، كان لبيالارا اللقاء التالي معها:
هل لك أن توضحي لنا معنى العلاج بالطاقة؟
العلاج بالطاقة نوع من أنواع الطب، يبدأ بإجراء فحص كامل لمسارات الطاقة في الجسم، وعند الوصول إلى مركز الخلل، يتم فحص المستوى الذي سيتم علاجه من بين سبعة مستويات: الجسدي، والغذائي، والعاطفي، والروحي، والسلوكي، والفكري، ومستوى الطاقة. وعندما يتضح الخلل نفحص مجالا آخر لمعرفة أي طرق علاج تناسب المشكلة؛ لأن الطرق متشعبة؛ تبدأ بتمارين الاسترخاء، وأحيانا تعتمد على الخيال أو المحادثة والتواصل مع العقل الباطن.
ما الذي يحدد طريقة العلاج؟
يحدد ذلك طبيعة شخصية المريض وجنسه وسنه، ومدى تأزم وضعه النفسي والجسدي والعاطفي، علما أن هذا النوع من العلاج استحدث في الغرب عبر معالجين نفسيين، ولكن تلعب تعاليم الطب الصيني التقليدي دورا كبيرا فيها. ولا تستخدم في هذا النوع من العلاج أي مواد كيميائية، بل يقدم فيه نصائح تتعلق بالغذاء الصحيح وممارسة الرياضة.
متى دخل هذا العلاج وطننا؟
بما أنني فلسطينية من الداخل، فقد دخل لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي، أما في الوسط العربي فهو جديد، وأنا من القلائل جدا الذين تعلموه، وقد عملت فيه وحدي لسنوات عديدة، لم ألتق خلالها بأي فلسطيني تعلم هذا النوع من العلاج.
هل لما نعرفه عن الطب الصيني علاقة بالعلاج بالطاقة؟
نعم؛ فقد عالج الصينيون بالطاقة منذ آلاف السنين، كما استخدموا الأعشاب أيضا.
كيف يمكنك معرفة الخلل في الشخص وموقعه؟
يتم ذلك عن طريق فحص حركة الطاقة، ونقوم بذلك في غرفة بمواصفات خاصة، دون أي آلات، ونستخدم فقط يد المعالج والمريض، حيث يكون في وضعية خاصة، سواء جالسا أم واقفا، وأحيانا مستلقيا. عندها أعرف ردة فعل جسمه، ويتضح لي أين الخلل. وقد تطول الجلسات حتى نتوصل إليه.
كيف تميزين بين الخلل النفسي والجسدي والعاطفي؟
هنالك عدة إمكانيات لمعرفة ذلك، وعدة طرق، منها التعامل المباشر، حيث يجيب المريض عن أسئلتي، ويتحدث عن أمور تضايقه، أكون قد تعرفت عليها سابقا في الفحص الذي يشمل أسئلة كثيرة. أنا اسأل الشخص، وأرى رد فعل حركة الطاقة في جسمه عن طريق يده؛ فالجسم لا يكذب أبدا، ولا يزيف الحقيقة.
قلت إن هناك سبعة مستويات للفحص. كيف تميزين بين الجسدي والغذائي والعاطفي؟
سؤال جميل؛ فلكل مستوى أسئلته الخاصة. على المستوى العاطفي نسأل أسئلة تتعلق بالأحاسيس والمشاعر والمخاوف والصدمات. أما المستوى الغذائي فيتعلق بكل ما يحتاجه الجسم من تغذية متوازنة تشملت وازنا في الفيتامينات والمعادن، وكل ما يتعلق باحتياجات الجسم أو سوء التغذية.
هل تستدرجين الشخص في الكلام لتعرفي إن كانت مشكلته عاطفية أم جسدية أم غذائية؟
الموضوع لا يتعلق بتاتا بالاستدراج، وعلى الشخص أن يكون مقتنعا بأنه بحاجة إلى علاج وتوجيه، ودون ذلك لا تكون هناك إمكانية للعلاج.
هل هناك إقبال على هذا النوع من العلاج رغم حداثته؟
كل بداية صعبة طبعا، لكنني أقدم محاضرات في المدارس والمراكز الجماهيرية لنشره.
كيف تقيسين التحسن لدى الشخص؟
بالنسبة للعلاج الفردي، أعقد دائما بعد كل لقاء جلسة تلخيص، ويكون بيننا دائما اتصال، ويتحدث الشخص عن التغيرات التي جرت في حياته. أما عن طريق المجموعة فإن الأهل يخبرونني عن تحسن سلوك ابنهم، وتحسن تحصيله العلمي، وقد كان هناك إنجازات والحمد لله.