المرض النفسي في ثقافة المجتمع

2016-02-07 07:47:09

ناريد غبن/ غزة

من الطبيعي أن يلجأ الأفراد للطبيب عند تعرضهم لمرض جسدي، ولكن الأمر يختلف تماما عندما يكون المرض نفسيا، حيث لا تزال زيارة الطبيب النفسي مستغربة ومستهجنة في مجتمعنا، بل يذهب بعضهم إلى القول إن الذي يراجع طبيبا نفسيا يعتبر مجنونا ومعقدا ومختلا!

ثقافة مجتمع

وفي الوقت الذي يعتبر فيه التوجه للعلاج النفسي في المجتمعات الغربية أمرا طبيعيا ومسلما به، نجد الكثير من الأشخاص في مجتمعاتنا العربية بشكل عام، والمجتمع الفلسطيني بشكل خاص، الذين ذهبوا ضحية مرضهم النفسي، جراء ثقافة المجتمع الذي يرى فقي التوجه إلى الطبيب النفسي نقيصة، مما يؤدي إلى تفاقم الحالات دون علاج.

وقد تعرض سكان قطاع غزة إلى ثلاثة عدوانات متتالية، وباتت نسبة كبيرة منهم تحتاج إلى هذا النوع من العلاج، لكن الخشية من نظرة المجتمع تجعلهم يمتنعون عن التوجه لمختصين نفسيين.

كلام الناس

ويبرز تناقض كبير في وجهات نظر الأشخاص وآرائهم بشأن التوجه للطبيب النفسي، حيث توضح رزان المصري، 18 عاما، أنها في حال تعرضت لأزمة نفسية، فستتوجه بكل تأكيد إلى الطبيب النفسي، وتقول: "لكنني سأذهب سرا دون علم أحد؛ خوفا من كلام الناس الذي لا يرحم".

وتبدي هيا الديب، 20 عاما، عدم اهتمامها لحديث الناس ونميمتهم، وتقول: "سأذهب علنا ودون خوف من أحد". بينما أشارت رشا عوض، 17 عاما، إلى أنها لن تتوجه للعلاج النفسي؛ خوفا من عادات المجتمع وتقاليده، وتقول: "لا أردي لمجتمعي ان يطلق علي صفة الجنون".

ثقافة العيب

ويرجع أسامة حمدونة؛ أستاذ علم نفس في جامعة الأزهر، سبب عدم توجه المريض لمختص نفسي، إلى كون المرضى يشعرون بالخوف من الاستشارة النفسية، نتيجة المفاهيم الخاطئة التي قد تلصق بالمريض، وتشكل وصمة عار على أهله، إضافة إلى الخوف من العادات والتقاليد الرجعية، التي تعتبر في نظر المجتمع الشرقي أكثر إلزاما من القوانين نفسها.

ويؤكد حمدونة أن "الفتيات هن الفئة الأكثر تضررا حين يتوجهن لهذا النوع من العلاج؛ خشية من عدم زواجهن مستقبلا، لو انتشر أمر حصولهن على علاج نفسي".

ويبين أن التقاليد تعتبر أحد تحديات العلاج النفسي؛ لأنها ترسم تصورات خاطئة عنأن "الطبيب النفسي أكثر مرضا من المريض".

ويشرح حمدونة الواقع الطبي الراهن، في ظل توفر العلاج النفسي في قطاع غزة، بقوله: "أعترف أنه ليس كل طبيب نفسي يمتلك القدرة على التعامل مع جميع الحالات المرضية في مجتمعنا، إذ يجب على المختصين النفسيين أن يصقلوا مهاراتهم ويطوروا قدراتهم بالدورات والدراسات؛ لأننا نعيش في عصر متطور تتراكم فيه التحديات والضغوط النفسية".

وينصح بعدم التأخر في الحصول على الاستشارة الطبية؛ لأن ذلك سينعكس على الحالة المرضية بشكل يؤدي إلى تفاقمها، حتى يصبح علاجها أمرا غير هين.

ويختتم حديثه حول أهمية توعية الأهل بالمرض النفسي في وسائل الإعلام والبرامج والندوات. ويبين أن المرض النفسي ليس عيبا أو إثما، فهو آفة العصر الحديث، ونتيجة وقوعنا تحت احتلال تعددت فيه أساليب الهمجية والحرب النفسية علينا. ويقول: "يجب ألا نجعل من العادات والتقاليد عائقا أمام حياتنا، فكونوا أنتم بداية خطوة التغيير لدعم الآخرين".

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...