زينة صيام/ رام الله
"سبعون بالمئة من الشباب الذين يزورونني في العيادة من مشكلة حب الشباب" !
كانت هذه إحصائية الدكتور عبد الأزل بشناق، أخصائي الأمراض جلدية، عندما مثل عن نسبة الشباب المصابين بحب الشباب من بين مرضاه.
وحب الشباب هو حبيبات حمراء صغيرة، تظهر على رأس هذه الحبيبات مادة صفراء تسمي "القيح"، وتكثر في مناطق معينة؛ كالوجه والجذع والمزارعيين. ويعود سبب ظهورها إلى حدوث تغيرات جسمية من مرحلة الطفولة إلى المراهقة والبلوغ، تؤدي إلى نمو الجسم وهرموناته بصورة درامتيكية.
ويعاني الشباب في العالم من ظهوره وأثاره البعيدة المدى، ومنهم الشاب الفلسطيني حكمت المصري، 16 عاما، حيث بدأ حب الشباب يظهر عليه عندما بلغ الثالثة عشرة، وخاصة في منطقة الذقن، ولذلك يجد صعوبة في حلاقة ذقنه، لأن ذلك يتسبب جروحا .
ويعترف حكمت أنه يلعب ويفجر الحب أحيانا، وخصوصا عندما يكون بارزا ومليئا ب" القيح"، ومشيرا إلى أن مظهره يكون مستفزا.
ولكن ما الحل لهذا الاستفزاز والتعليقات الموجعة؟
يقول د.بشناق: "حب الشباب هو إفرازات دهنية تؤدي في إغلاق القناة المخصصة لفرز الدهون على سطح الجلد، مما يؤدي إلى تكون الحبوب تحت الجلد، وقد يكون لونها أسود أو أحمر، وتمتلئ بالقيح". ويضيف: "العوامل التي تؤدي إلى ظهور الحب إما العصبية كالتوتر، أو مشكلات اجتماعية، أو أكاديمية؛ كالضغط الناجم عن الدراسة، أو تجميلية ناجمة عن استخدام مستحضرات لا تلائم نوعية طبيعة البشرة".
ويري أن "غسل الوجه بطريقة مفرطة، يمكن أن يؤدي إلى تهيج البشرة، وزيادة تعرضها إلى أمراض جلدية منها حب الشباب". كما أن التوتر والضغط النفسي وإحباط المزاج وضعف الثقة بالنفس، الذي يعيشه المراهقون نتيجه ظهور حبة واحدة، يمكن أن يؤدي إلى زيادة انتشار الحب على الوجه. ويؤكد بشناق أن العلاقة بين الصحة النفسية وظهور حب الشباب "تكاملية".
ويبحث حكمت المصري عن العلاج المناسب؛ فقد استعمل "دهونا" وصفها الطبيب له. ولكنها لم تفده. ويقول: "نصحني أحد أصدقائي بنوع أخر من الدهون لمعالجة الحب فاستعملته، غير أنه لم يجد نفعا أيضا"!
واليوم لم يعد يلجأ للعلاج؛ فالحب عنده يظهر ويختفي وحده، ويدرك حكمت أن هناك أعراضا جانبية للأدوية، ويقول: "الدهون الذي نصحني بي صديقي سبب لي سواد البشرة وجفافها لدي تعرضي للشمس".
ولكن د. بشناق يري أن الحل الجذري "لا يتمحور فقط حول استعمال حبوب مضادات وكريمات على الوجه، بل يشمل أيضا مواصلة تناولها أو استعمالها عدة أسابيع أو أشهر".
كما أن الانتظام والاستمرار في تناول الحبوب، لا يمنع ظهور حبوب جديدة أثناء العلاج. ولذلك لا يجوز ترك الدواء في حالة ظهور حبوب جديدة، وكلما طالت نتائج العلاج زادت فعالية الدواء "حسب بشناق".
ويؤكد أن لجوء الشباب إلى "عصر الحب"؛ اعتقادا أنها لن تترك أثارا أو علامات على البشرة، هو اعتقاد خاطئ تماما!
وللأدوية المستخدمة في علاج حب الشباب أ‘راض جانبية؛ منها جفاف الجلد. غير أن بشناق ينفي تأثير المضادات في الجهاز التناسلي، ويؤكد أن الشوكولاته والمسكرات لا تسبب حب الشباب.
وفي النهاية ينصح دكتور بشناق المراهقين والشباب، قائلا: "تذكروا بأن حب الشباب يصيب الجميع، وكل من في سنكم معرض لهذا المرض. لذلك عليكم أن تحاربوه بصبر، ,ان تحافظوا على نظافة بشرتكم. ,انصحكم بأن تتوجهوا إلى طبيب الأمراض الجلدية، وألا تستمعوا لأصدقائكم وحلولهم. وامتنعوا عن عصر الحبة أو قشطها، وإن أرادت الفتيات استخدام المكياج، فلا مانع إن كان خاليا من الزيوت".
