علي أبو كباش/ الخليل
حان موعد النوم. استلقيت على فراشي، وتنفست بعمق، ثم سرحت بفكري بعيدا. عاودت الكرة، وأغمضت عيني، وبعد أن انتظم نفَسي وهدأ في الغرفة المظلمة، واسترخت عضلاتي، بدأت أتأمل بيتي الجميل، وأمامه حديقة مزهرة بالنرجس والياسمين، والرائحة العطرة تفوح من كل مكان، والعصافير تغرد، وموج البحر هادئ، والأولاد يلعبون، وزوجتي تحضر فنجان القهوة.
تحضرت لأذهب للعمل في شركتي الخاصة الكبيرة، التي يعمل لدي فيها أكثر من ألف موظف، وسيارتي ذات الدفع الرباعي بلونها الأبيض العاجي، تنتظرني في الخارج كي أستقلها وأذهب بها للعمل.
وتمشيت في حديقتي، واحتسيت قهوتي، واستشعرت طعمها، واستنشقت الهواء النقي الممزوج بعطر الياسمين.
كل ذلك جال في خاطري، وكل ذلك كان خيالا رأيته بمجرد دخولي إلى عالم "اللاوعي"، الذي سنشرح عنه أكثر في حديثنا عن "العقل الباطن". وقد اختلفت المدارس الفكرية حول وضع تعريف واحد له، لكن يمكن القول أن الجميع يتفقون على أنه "ترسبات القمع النفسي داخل الإنسان، بحيث لا تصل للذاكرة. وهذه الترسبات داخل العقل الباطن تحفز السلوك، إضافة إلى كونه مقرا للغريزة الجنسية والخبرات المكبوتة".
العقل الباطن في الحياة الواقعية
ذات يوم في منطقة "لوردز" الفرنسية، أصيبت امرأة اسمها "بييري" بالعمى، وضمرت لديها الأعصاب البصرية، وأصبحت دون فائدة، ثم عاد لها بصرها مجددا، وتحدثت عنها المجلات الفرنسية، وذكرت أن تلك السيدة تمكنت من استعادة بصرها بشكل مفاجئ، وتمكنت أعصابها البصرية من العمل مجددا. وبعد عرضها على الأطباء، وفحص عينيها عدة مرات، وبعد مرور حوالي شهر من الفحوصات، أكد الأطباء أن عمل الأعصاب لديها سليم تماما.
وقد عرف لاحقا سبب ذلك، وهو أن السيدة "بييري" كانت لديها ثقة عظيمة بنفسها، حيث كانت تردد دائما بينها وبين نفسها أنها ستتعافى وتشفى، وهو الأمر الذي انعكس على حالتها الصحية بشكل إيجابي ومفيد.
أما في مجتمعنا فتنطبق عليه مقولة "تفاءلوا بالخير تجدوه.."، التي تعني أن الإنسان إذا استمر بالتفاؤل فسيجد ما يسره، ولكن عليه أن يبقى إيجابيا دائما.
واليك عزيزي القارئ مقتطفات من من كتاب جوزيف ميرفي "قوة عقلك الباطن"؛ لتعرف أكثر عن أثره:
،، تذكر أنك تمتلك القدرة على الاختيار، فاختر الحياة، واختصر الصحة، واختر السعادة، لأنك أنت وحدك القائد لعقلك الباطن’’.