"أسعد" أول شاب من غزة يغوص ليوثق الحياة البحرية

2020-12-02 12:25:26

رفيف اسليم/غزة

يستيقظ الشاب محمد أسعد في الصباح الباكر ليقصد شاطئ بحر قطاع غزة بعد أن يتفقد أدواته كاملة، فالصنارة وبدلة الغطس والزعانف والنظارة البحرية، أحد أهم تلك الأدوات التي تلزمه ليستطيع الغوص داخل أعماق المتوسط ويسجل بكاميرته المائية الصغيرة الحياة البحرية بكامل تفاصيلها من أسماك وصخور ونباتات، وحتى بعض الأصوات التي لا يستطيع الواقف على اليابسة سماعها، ليقوم بعد ذلك بنشرها على قناة اليوتيوب الخاصة به.

"بدأت القصة كما رواها أسعد منذ سنة ونصف بعد إحدى زياراته لمصر تحديداً مدينة شرم الشيخ، فتساءل لماذا لا ينقل جمال الحياة البحرية لغزة كما في هذه المدينة"، مكملاً أنه عندما رجع القطاع بدأ بمساعدة صيادين بالتمرّن على الغطس الذي وجده صعباً ومخيفاً في البداية لكنه بعد فترة اعتاد عليه بل وأصبح يصطحب كاميرته معه لتوثيق ما يراه بعينه وينقله للمواطنين الذين ذهلوا بهذا الكم من المفاجآت بداية بأنواع الأسماك كالمحار والأخطبوط وقناديل البحر، والصخور وحتى متعة تجربة الغوص داخل المياه كأحد كائناتها.

ويكمل أسعد أن رحلة الغوص تحت الماء كانت مليئة بالتحديات فأبرزها كيفية حصوله على اسطوانة أكسجين فالاحتلال الإسرائيلي يحاصر قطاع غزة ويمنع دخول كافة معدات الغوص حتى البدلة والزعانف، مستذكراً موقف عندما قطعت زعنفته التي يستخدمها للسباحة والبالغ طولها ٧٠ سم فقام بحياكتها بنفسه من جديد كما يفعل زملائه الصيادين وبعد فترة تأقلم مع السباحة الحرة واستطاع أن يتخلص من الزعانف والأكسجين ويسبح دونهما، وقد أنتج فلماً وثائقياً لرواية هذه الحادثة أسماه "زعانف مبتورة".

ولم تكن معدات الغوص العائق الوحيد حسب حديث أسعد، فمياه الصرف الصحي تؤثر بشكل كبير على البحر وعلى الرؤية أثناء الغوص كما أن الانتهاكات الموجهة من قبل زوارق الاحتلال تمثل خطرا أكبر من التلوث الذي قد يودي بحياته كما الكثير من صيادي القطاع، ملفتاً أنه أنتج مقاطع مصورة تروي تلك المعاناة التي يعايشونها يومياً من أجل لقمة العيش وبالرغم من جميع تلك التحديات يستمر متابعيه بمطالبته ليصحبهم بجولة تحت الماء حتى يستطيعوا مشاهدة وعيش تلك التجربة بكامل تفاصيلها

ويشير أسعد أنه بعد أن استطاع الغوص مسافة ستة أمتار تحت الماء اكتشف أن الأسماك تعيش كقبائل وأسراب كما البشر وقام بتصوير هذه المشاهد بالإضافة إلى الكتل الصخرية المتكونة على شواطئنا وحالات تغير مناخ البحر الذي يتبعه تغير المياه وكائناتها من فترة لأخرى، ويذكر أنه يمضي وقتا طويلا لأخذ اللقطات المناسبة التي قد تستغرق أسابيع وعلى فترات غوص متفرقة أحياناً لذلك تعد أحد أمنياته تدخل المؤسسات العربية والدولية لتوفير معدات الغوص والأكسجين ليتمكن من البقاء فترة أطول تحت الماء.

يعمل أسعد مصورًا صحفيًا منذ 12 عامًا، وحاصل على العديد من الجوائز الدولية، من بينها الجائزة الكبرى من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) التابعة للأمم المتحدة، وقد أنتج حتى اليوم مئات الفيديوهات التي توضح كيفية الصيد بالمسدسات البحرية وطهي الأسماك تبعا للطريقة الغربية، مردفاً أنه ينشط في الربع الأخير من العام حيث تبدأ التيارات البحرية بالهبوب وتصبح المياه أنظف وأنقى مع بداية دخول فصل الشتاء لتتغير بذلك بعض مظاهر الحياة البحرية.

 

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...