عرين سنقرط/القدس
ربما قطار الفرح في مدينتي المقدسية المحتلة يمر سريعا، لا نكاد نشعر به إلا لحظات بسيطة، نعم كنت أنتظر بشعف اقتراب موعد تتويجي "كعروس" مطلع شهر يونيو القادم، وكنت أحضر وأجهز ما تبقي من احتياجات ولمسات أخيرة، ولكن بلمح البصر انقلبت مدينتي رأسا على عقب، وهبت جميع أرجاء المحافظات الفلسطينية سويا هذه المرة لمحاولة لرأب ما يحدث في حي الشيخ جراح، وما تبعها من ضم مدينة غزة المجروحة إلى ميدان المعركة، حينها شعرت أن الحياة توقفت بأسرها ليس بسبب تأجيل موعد فرحي، ولكن لإداركي التام أن الاحتلال الإسرائيلي لن يتساهل أبدا في العدوان على قطاع غزة هذه المرة، نعم شهدت غزة العديد من ويلات الحروب المتتالية عليها، لكن شعرت أن هذه المرة مختلفة، سيكون هناك العديد من الضحايا المدنين سواء كانوا أطفالا أو نساءا أو شيخوخا، وهذا ما حدث تحولت غزة إلي ركام، في كل شارع وبيت يلوح الحزن والألم لفقدان عزيز أو لمسح زكريات بالكامل بوابل من الصواريخ خلال لحظة واحدة.
عهدنا منذ فجر التاريخ قدرة الاحتلال الاسرائيلي من التملص من جرائمه التي يرتكبونها في غزة تحت إدعاءات مزعومة "نريد القضاء على الإرهاب"، ولكنهم يريدون القضاء على الإنسانية في غزة، أدعو من قلبي الرحمة لأطفال غزة، التى سلبت فرحتهم وأمانهم.
نحن الفلسطينييون سنبقى جسدا واحد، ونتحدى الدمار وننهض من جديد لإعمار ما تم تدميره، فهذا العدوان الغاشم، جعلنا أكثر قوة لمواجهة المحتل الغاصب. وكما يقول الشاعر الراحل محمود درويش: " ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليه سبيلا.. ونفتح باب الحديقة كي يخرج الياسمين الي الطرقات نهارا جميلا". والفلسطيني يستنبط حبه للحياة من الأمل في غد أفضل لا يوجد فيه أي أثر للاحتلال وجرائمه، وتكون فيه فلسطين عروس العروبة، وما أجمل من هذا العرس الكبير الذي يحتفل فيه جميع أبناء شعبي بانتصار الحق على ظلم الغاصب.