أصغر شيف فلسطيني طفل يحارب السرطان ويعدّ أطباقه باحتراف!

2020-02-17 08:43:04

سها سكر/غزة

"حبي للطبخ كحب الصديق لصديقه المقرب مهما رأى منه سوء يبقى يحبه" بهذه الكلمات بدأ الطفل محمود أبو ندى، 12 عاما، من مخيم الشاطئ بقطاع غزة، حديثه عن موهبته في الطبخ، رغم خطورة التعامل مع أدوات المطبخ وتعرضه المباشر للنار،إلا أن حبه وشغفه بالطبخ لم يمنعه من تحقيق حلمه.

 يمسك  محمود السكين، ومقتنيات المطبخ بحرفية وإتقان، ليقدم أفضل ما لديه من أطباق يبهر بها الزبائن،  خاصة وأنه يعاني من سرطان الدم الذي اصيب به في الصف الثالث الإبتدائي، إذ يقول: "انصبت بالمرض أنا وإخواتي ياسمين17عاما، وفلة سبعة أعوام.. ولماعرفت إنو معي سرطان بالدم ما تأثرت بالعكس قويت.. المرض يا إنت بتتغلب عليه أو هو بيتغلب عليك". ولم يكن باستطاعة محمود السفر من أجل العلاج بسبب الظروف السيئة التي يمر بها قطاع غزة المحاصر.

بدأ محمود مشواره بإعداد الطعام يوميا لأسرته، فقدم لهم أكلات شعبية بسيطة مثل البيض والبندورة، وصنع الأندومي لإخواته بكل حب، وتلقى منهم الدعم والتشجيع.

وتعلّم بعض الأكلات الشرقية والغربية الحلو منها والمالح من خلال اليوتيوب حتى أصبح قادرا على التفنن والتعديل عليها فكانت له بصمته الخاصة، حيث ابتكر وصفات جديدة خاصة به ومنها وصفة أطلق عليها "شاورما البيض"، مع احتفاظه بسر المهنة.

وعمل محمود في مؤسسة (بسمة أمل لمرضى السرطان)، حيث كان يعد حوالي 60 وجبة يومياً للأطفال المصابين. وتعرّف من خلالها على مطعم (اوريجانوا) وطلب من إدارته أن يحصل على فرصة لتنمية موهبته.

يقول شيف المطعم: "أخضعنا محمود للإختبار بعد أن رأينا إصراره على العمل، حيث أنه ميّز أنواع البهارات كافة، وبعدها بدأنا بتعليمه وتدريبه تدريجياً على كافة المهارات وآليات العمل، منها كيفية التعامل مع أدوات المطبخ واستخدام الفرن ومقابلة النيران، إلى جانب التعامل مع اللحوم والخضار وكيفية تخزينها لمساعدته في الوصول إلى حلمه".

وعمل محمود لمدة عام داخل مطعم (اوريجانو)، ثم انتقل للعمل في أكبر مطاعم القطاع لنباهته وسرعته في الإنجاز وابتكاره لأطباق ووصفات جديدة، لذلك قرر مطعم (التايلندي) وسط مدينة غزة احتضانه، وجعل من الطبخ  مصدر رزق له ولأسرته. ليصبح بذلك أول طفل في فلسطين يعمل في مجال الطهي، مؤكداً للعالم أجمع بأنه مبدع لا يشبه أحدا ومحارب شرس لمرض السرطان وقادر على تحدي كافة الظروف بجسده الصغير ووعيه.

يختم الشيف الصغير بقوله: "نفسي أسافر وأشارك في مسابقات عربية وعالمية للطبخ ولتلقي العلاج، وبأن التقي بالشيف التركي المشهور بوراك واكتسب منه بعض الخبرات".

- الصور من الإنترنت

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...