أطفال غزة: بأي حال عدت يا عيد

2021-05-14 09:55:12

إسراء صلاح/غزة

الطفولة في غزة أعدمت على مرمى جميع أنحاء العالم، فهى تعيش مشهد من الحزين والقهر والخوف، بسبب أصوات الانفجارات وهزات القصف ولحظات الفقدان، مشهد من الحزن المؤلم خيم على قطاع غزة، فالأطفال في مدينتي أصبحوا يتمتعون بنضج الرجال، ولم تعد المقاومة حكرًا في الميدان، فالأم تقاوم حين تودع فلذات أكبادها وتقول بقلبها المنكسر: "هم فداء للقدس"، والأب يقاوم وهو يفتدي بنفسه وأولاده أغلى ما يملك، وأطفال إما فاقدين لذويهم أو مفقودين، وأكثر من ثلاثين شهيدًا بينهم أطفال، كلٌ له حكاية.

"الله يساهل عليك يابا" هذه العبارة التي نقولها بشكل اعتيادي حين يودع أحدنا جلسة لقاء وسمر؛ لكن حين يقولها طفل لا يتجاوز العشرة أعوام في وداع أبيه إلى مثواه الأخير أمر إعجازي، فالأطفال في غزة يعرفون كيف يُزف الشهيد، ويعرفون أن الشهادة على ثرى الوطن هي صعود لسلم الحياة الأبدية.

الطفل ابن الشهيد صابر سليمان في مشهد يدمي القلب، بيده الصغيرة المنهكة التي تحاول اسناد جسد أبيه المحمول على الأكتاف، بصرخةٍ ودموعٍ وجسدٍ منهكٍ من الركض في محاولة اللحاق بروح والده وهي تصعد للسماء، يردد عبارة "الله يساهل عليك يابا"، هذه الكلمات في مواقف الموت، لا تخرج إلا من رجل كبير في السن يدرك أن الموت أقرب إليه من حبل الوريد، ويعلم أنه لاحق بمن سبق، لكن حين تخرج من شبلٍ فلسطيني فهو يدرك أن الوطن لا يسترد إلا بالدماء، فالطفولة في مشهدها السعيد والناعم والوردي يُحرمون منها الأطفال في غزة، ويحملون هموم الوطن السليب على أكتافهم الضعيفة.

غزة المدينة التي ولد الفقر فيها، ويحمل هويتها ويعرف مدنها، المدينة البائسة، التي تتذوق مرارة الأسى في شوارعها وأزقتها، بيوتها مثقلة بالهموم والمحن، وفيها يشتهي أطفالها حلوى العيد وملابسه وألعابه ويتشوقون للقائه، ليصنعوا الفرح من العدم؛ أبى الاحتلال إلا أن يمزق أحلامهم ويدمي قلوبهم وينكس بهجتهم، ففي كل العالم ستشرق شمس العيد، لكن في غزة ستشرق شمسه على المباني المدمرة وعلى القلوب الفاقدة المنكسرة لتوقظ فيها ألم الذكريات.

رحم الله الشهداء وألهم ذويهم الصبر والسلوان.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...