أفضل خمسة أفلام دراما وثائقية في 2015

2016-02-08 12:31:17

شريف موسى/ رام الله

شهد العالم عام 2015 إنتاج عدد لا بأس به من أفلام الدراما الوثائقية أو التاريخية، ولكن أكثر ما راق لي منها هو هذه الأفلام الخمسة، بناء على يهمني من الصورة في الفيلم، والفكرة، وتركيب الشخصيات، والحوار، وأفضل ما اخترت منها هذه الأفلام:

1- فيلم The Walk

"معظم الذين يسيرون على الحبال يموتون قبل الوصول، لأنهم يعتقدون أنهم وصلوا، بينما هم لا يزالون على الحبل"

لم تحبس المسيرة المهنية الأنفاس، بقدر بدايتها، وذروتها التي تتمثل في مخاطر السير على الحبل، الذي يقوم به فيليب بيتت، وهو أكثر من مارس السير على الحبل جنونا وإبداعا. وكان يقول إنه ببساطة أينما وجد مكانا جميلا يصلح أن يعلق عليه حبله، يفعل. وجعله هذا المبدأ البسيط يعلق حبله بين برجي التجارة العالمية، ويسير على علو مرتفع جدا، لمسافة طويلة على حبل، ودون تجهيزات أمان تحميه من الوقوع.

2- فيلم Steve jobs

"إنهم لا يعلمون إلى ماذا ينظرون، أو لماذا يحبونه، ولكنهم سيعلمون أنهم يريدونه"

وهو الفيلم الثاني عن الراحل ستيف جوبز؛ مؤسس الشركة العملاقة أبل، وقد سبقه فيلم Jobs، لكن هذا الفيلم يعرض تفاصيل أكثر عن حياة مؤسس الشركة، وجوانب خفية لم يكن الجمهور يعرفها عنه، كأسلوب تعامله مع العاملين معه، ومع أصدقائه، وحساسيته تجاه أدق التفاصيل، التي تم عرضها بطريقة سلسة، تظهر طفولته، وولادته عن طريق التبرع بالنطفة، قبل أن يتم عرضه للتبني. لكن العائلة التي تبنته قررت إرجاعه لعدم رغبتهم به، ثم تبنته عائلة أخرى. ويبرز الفيلم كيف أثر ذلك في تركيبته النفسية المعقدة، وسوء علاقته مع ابنته، ورفضه لفكرة أنها ابنته لسنوات طويلة.


3- فيلم spotlight

"كانوا يعلمون، ولم يفعلوا شيئا، كان من الممكن أن تكون أنت، أو أنا، أو أي أحد"

يتناول الفيلم قيام فريق سبوت لايت في جريدة بوسطن جلوب بتحقيق صحفي في مطلع الألفية الثانية، حول الاعتداءات الجنسية على الأطفال التي يرتكبها قساوسة في أبرشية بوسطن. وأعتقد أن الفيلم نجح في أسلوب التصوير الذي استخدمه المخرج، في نقل القصة بطريقة مثيرة جدا للتشويق.
يتعلم طلاب الصحافة والإعلام في وطننا العربي أن كل مادة قبل نشرها يجب أن يسأل الصحفي أو الجهة الناشرة نفسها، هل يشكل نشر المادة الصحفية ضررا للعامة؟ وفي مجتمعاتنا المحافظة ذات التركيبة المعقدة الكثير من الأشياء الحساسة التي تسبب "ضررا للعامة"، خصوصا تلك المتعلقة بالجنس، وغيرها الكثير من القضايا الحساسة، ولكن السؤال إجابته برأيي هي: هل نشر الحقيقة يمكن أن يكون ضررا للعامة، فقط لأن الإنسان لا يحتمل الكثير من الحقيقة؟ ألا نكون بذلك كصحفيين نطمس الحقيقة عوضا عن كشفها؟

4- فيلم bridge of spies

"كل شخص يستحق الدفاع عنه، كل شخص مهم"

يتناول الفيلم قصة عن أحداث حقيقية وقعت خلال الحرب الباردة، حول سقوط جاسوس أمريكي في قبضة الـ"كي جي بي"؛ جهاز المخابرات التابع للإتحاد السوفييتي آن ذاك، وجاسوس سوفييتي في قبضة الـ"سي آي إيه"؛ جهاز المخابرات في الولايات المتحدة الأمريكية، وتفاصيل عملية التبادل.
الفيلم يحبس الأنفاس في أكثر من مشهد، وقام بأداء دور جيمس دونيفن الممثل العالمي توم هانكس.
ولأن كل شخص يستحق أن ينال دفاعا عادلا، فقد قرر دونفين الدفاع عن الجاسوس، ونتيجة قراره هذا وصفه مجتمعه الأمريكي بالخيانة، وتم تهديده بالقتل.

فهل حقاً يستحق كل شخص أن يجد من يدافع عنه؟ ولماذا؟

5- فيلم suffragette

"أفضل أن أكون متمردة، على أن أكون عبدة"

يتناول هذا الفيلم بداية الحراك النسوي في برطانيا من أجل المطالبة بحقها في التصويت، ويرصد الدور الكبير للحركة النسوية السرية؛ "السفرجيت"، في قيادة الحراك في بريطانيا كلها. والفيلم جميل جدا من ناحية التصوير، والنص محكم، ومليء بالعبارات الثورية، وكان اختيار الممثلات موفقا جدا، بشكل أتاح إكمال اللوحة السينمائية للفيلم ككل.

ولعل أكثر ما أثار اهتمامي فيه هو تحول الحركة من التظاهر والاحتجاج السلمي، إلى العنف، وجاء على لسان مود واتس؛ الشخصية الرئيسة التي مثلت دورها كاري موليغان: "نحن نكسر النوافذ، ونحرق الأشياء، لأن الحرب هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الرجال، ولأننا قد ضربنا وتمت خيانتنا، ولم يبق شيء".

وقد أشعلت هذه العبارة الرنانة ذاكرتي، فتذكرت فيلم seven، من بطولة براد بيت، حيث كان القاتل المتسلسل الذي يقتل الناس بناء على خطايا دانتي السبعة، قد سلم نفسه للشرطة، وكان المحقق قد سأله لماذا فعلت كل هذه الجرائم؟ فأجابه:"سابقاً كان يكفي أن تربت على كتف أحدهم ليلتفت إليك ويسمعك، أما الآن عليك أن تضربه بمطرقة على رأسه لتحصل على انتباهه". أي إن كل ما أراده القاتل هو أن يلفت انتباه المجتمع الذي رفض أن يستمع إليه، إلى أنه غارق في الخطايا. ولكن بعيدا عن القاتل واتخاذه للجريمة وسيلة لإرسال رسالته، أعتقد أن العنف يصبح مشروعا حين لا يكون حلا غيره لتحقيق قضية عادلة، أو لإيصال صوت جماعة معينة، لأنه ببساطة يجبر الآخر على الاستماع، والخضوع للمطالب العادلة.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...