إن صلحت الأسرة صلح المجتمع

2020-10-28 09:52:39

نغم كراجه/غزة

"إن صلحت الأسرة صلح المجتمع" تُؤكد هذه العبارة أن الأسرة هي المركز الأول لاستقامة المجتمع وقائدها هو المعلم الأساسي في صلاحها، وفي عصرنا الحالي الكثير من الأبناء ينحرفون باتجاه معاكس للإيجابيات نتيجة اقتراف الآباء تصرفات مؤذية وخاطئة بحقهم فأخلفوا جيل بلا شخصية متوازنة غير قادرين على صنع القرار والانتاج.

العنف الأسري أو الإساءة الأسرية كلاهما يحملان نفس المعنى من الأذى والضرر الممارس تجاه الأبناء بشكل جسدي مثل الضرب المُبرح الذي يُشكل علامات بارزة على الجسم، والعنف اللفظي كالشتم والتهديد وهذا النوع يضعف شخصية الفرد وانعزاله عن الآخرين نتيجة الإحراج والأذى النفسي، ووجود هذا العنف ناتج عن عادات وتقاليد مفهومها خاطئ تكون موروثة من الأباء والأجداد للأبناء فتطغى هذه الأساليب على حقوق أفراد الأسرة وبما فيهم المرأة التي تُحرم من عدة حقوق كالعمل، التعليم، الميراث، ومن جانب آخر سوء الوضع الاقتصادي وتدهور الأحوال المادية (مثل تفشي الفقر، والبطالة) قد تخلق جو من العصبية التي تولد العنف بصورة كبيرة وممارسته ضد الأبناء بشكل متزايد ومستمر.

بحسب ما ورد من الدكتور مؤمن عبد الواحد أقدمت عليه فتاة تعاني من العنف الأسري تقول: "أنا خايفة من الزواج بسبب تعنيف وظلم والدي لوالدتي، وقساوته معنا لفظيا وجسديا"، يوضح أيضا أن العنف المستمر تجاه الأبناء يخلق بيئة بيتية متوترة غير صالحة للنشء.

ظاهرة التعنيف الأسري خطيرة جدا على الفرد والمجتمع، من ناحية الفرد فإن وقوع العنف عليه يشوهه جسديا ونفسيا وربما يصاب بمرض السكري أو الضغط نتيجة تأثير الأذى النفسي الذي تعرض له، علاوةً على ذلك قد ينحرف في سلوكه نحو إدمان المخدرات والكحول أو الانتحار وذلك هروبا من العنف والضرر المتزايد، أما من ناحية المجتمع فالآثار المترتبة على وقوع العنف فادحة حيث أن تفكك الأسرة وفسادها يساعد على كثرة الجرائم والضحايا، وانعدام الأمان داخل المجتمع، وقلة الوازع الديني والأخلاقي الذي يشكل الخطر الأكبر بين الأفراد.

ومن المفترض أن المؤسسات تسعى بدورها لتوصيل الفكرة الصحيحة في تربية الأهل لأبنائهم من خلال القيام بندوات تتحدث عن طريقة الاهتمام بالأبناء ورعاية الأسرة أو تقديم النصائح في خطب المساجد بين الناس وليس نشر صور ونماذج توعوية فقط، والتخلي عن بعض العادات والتقاليد الخاطئة التي تودي بحياة الأبناء إلى الانعزال  والهلاك، إضافةً إلى ذلك يجب تعزيز حقوق المرأة المضطهدة والمعفنة من قِبل مسؤول الأسرة والكف عن استبدادها وفرض أوامر غير شرعية تطغى على شخصيتها، ومن الأفضل تخصيص هيئة شرعية تعتني بمشاكل العنف الأسري وتحديد عقوبة ورادع لمن يمارس العنف ضد الأفراد.

تعد الأسرة الجذر الأساسي للمجتمع لذا يجب أن يكون الزرع صالح ليكون الحصاد مُثمر بالصلاح والأخلاق الحميدة، أينما وِجد صلاح الأسرة وجد صلاح المجتمع.

مصدر الصورة: الإنترنت

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...