إيهاب بسيسو...وزير وإعلامي وشاعر ذواق

2016-02-02 12:01:40

حاورته: ناريمان شوخة/ رام الله

الدكتور إيهاب بسيسو، الرجل الشاعر والمثقف، الإعلامي اللبق الأنيق في حديثه، المولود في مدينة غزة التي لا تبعد عن قلبه كثيرا، صاحب الإحساس العالي في شعره، والأكاديمي الذي يحبه طلابه، والمحب للوطن وأبنائه، الذي يأمل أن يرتقي بمؤسساته.

ذلك الشاعر كالبحر الذي يزخر باللآلئ التي يصعب اصطيادها، فلا يغادر لسانه حرف إلا ويضمنه حكمة وتجربة بالغة الأثر.

وللوقوف أكثر على إنجازاته الأدبية وعمله السياسي، والتعرف عليه بشكل أقرب، كان لـ"بيالارا" اللقاء التالي معه:

أين ولدت ونشأت؟

ولدت في تلك المدينة القريبة البعيدة، حيث البحر الشاسع والمليء بمراكب الصيادين وطيور النورس، حيث يتدفق البحر إلى مفردته ونظرته للحياة بأفق وشمول وهدوء وصخب، في غزة، مدينتي التي أحب. نشأت بها وأنهيت تعليمي الأساسي والثانوي فيها.

ماذا عن مسيرتك العلمية؟

حصلت على درجة البكالوريوس، وأعقبتها بدرجة الماجستير، انتهاء بدرجة الدكتوراة في الإعلام الدولي، التي حضرتها في بريطانيا. أما عن تلك الحقبة من الزمن فقد شغلت منصب مستشار في هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، قبل أن أنتقل إلى العمل الأكاديمي في بريطانيا.

إلى متى بقيت خارج الوطن؟

أثناء عملي كأكاديمي، جاءني الخاطر والوجد الذي أشعل في روحي كمدا على فراق الأهل والأحبة في الوطن فلسطين، ما دعاني لأرجع مجددا لأستقر، وهذه المرة عدت مجددا للتدريس، ولكن في جامعة بيرزيت، التي أصبحت رئيس دائرة الإعلام فيها، ثم عملت ناطقا باسم حكومة التوافق، قبل أن أقسم اليمين وزيرا للثقافة في شهر كانون الثاني 2016.

ما هي إنجازاتك على الصعيد الأدبي؟

صدر لي خمس مجموعات شعرية: (نورس الفضاء الضيق 2004)، و(ساعة الرمل 2008)، و(كأنك تراه 2012)، و(حين سار الغريب على الماء 2014)، وقد صدر ديواني الخامس قبل قرابة الشهرين بعنوان (ضدك مرتين).

ما هي اهتماماتك؟

لا أجد مردا لعودة الروح أكثر من اهتماماتي في قراءة الشعر والروايات وكتب التاريخ بشكل رئيس، وقد شاركت في العديد من الأمسيات داخل فلسطين وخارجها، وأدرت العديد من الندوات الثقافية التي أسهمت بدورها في مناقشة قضايا مهمة تخص الشباب والمجتمع بكافة أطره وفئاته.

ما الذي دفعك للانتقال من عملك الأكاديمي إلى العمل السياسي؟

النظرة الوطنية لفلسطين. أريد أن أخدم بخبرتي أبناء بلدي، وأن أحقق مساهمة في تطوير المؤسسة الثقافية الفلسطينية، رغم أنني أتوق للعودة إلى العمل الأكاديمي، فكما نقلت تجربتي الأكاديمية في بريطانيا حاولت كذلك الأمر أن أنقلها في الإطار الحكومي، والآن يجدر بي نقل التجربة للطلبة.

كونك قدوة وإنسانا حقق أهدافه وطموحه على هذه الأرض، ولم يتوقف عند أي حدود، ما هي رسالتك التي توجهها للشباب؟

إن تميزك جزء لا يتجزأ من حياتك، إذ ينعكس هذا التميز في كافة مجالات الحياة، وعلى سبيل الحصر للأمر، فإن المؤسسات في الوضع الراهن تسعى إلى توظيف الشبان الذي يتصفون بالقدرة على حل المشكلات وإيجاد الحلول، والذين لا يضعفون أمام التحديات، وأنا أعتقد من تجربتي المهنية والأكاديمية أن التحصيل الأكاديمي مهم جدا، حاله حال كل الأولويات الحياتية التي يحتاجها الإنسان لاستمراره وبقائه، ولكن عليه ألا يقع في مربعها فقط، بل عليه أن يعززها بالثقافة والقراءة.

فلا تتكلوا على الوسائل المرئية والمسموعة، إذ لا بديل عن الكتاب، وتنمية الثقافة بشكل دائم، والتركيز على قراءة التاريخ والسياسة والاقتصاد والآداب الإنسانية من أهم العوامل المساعدة على نحت لغتنا وتطويرها. وما المنهج السياسي إلا مفتاح، وأنتم عليكم إثراؤه بملكة الثقافة، وأؤكد أنه لا مفر عند التوظيف من العمل بأخلاق مهنية صارمة لا تقبل التفريط والتهاون؛ كالمصداقية وغيرها من الأخلاق المتعارف عليها.

ما هو رأيك الشخصي بالأحداث التي تدور اليوم في الشارع الفلسطيني؟

لا يمكننا التغلب على التحديات دون أن نحقق الوحدة الوطنية، وهذه المناكفات والمزايدات السياسية ليست جوهر القضية، بل جوهر القضية الفلسطينية هو موقفنا من الاحتلال الذي يسرق أرضنا وينهب مقدراتها ويعتدي على مقدساتها. علينا أن نكثف جهودنا جميعا من أجل التحرر الذي ننشده ونأمل ونعمل على تحقيقه، واختلاف وجهات النظر ليس مدعاة للانقسام، فهنالك من يرى طريقا هنا وهناك، ومن يرى منهجا آخر، وهذا من الطبيعي والبديهي في حياة البشرية.

ما نصيحتك للشباب كي يقرأوا؟

أنصحهم بضرورة أن تصبح القراءة عادة يومية لديهم؛ وأنا رغم انشغالي أقرأ ثلاث ساعات يوميا. كما أنصحهم بقراءة مختلف الكتب.

دائما ما أحاول أن أحقق التوازن بين الثقافة والسياسة والإعلام، وأحد مفاتيح نجاح الصحفي أو الإعلامي هو سعة الاطلاع وثقافته الواسعة.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...