ربا خلف/غزة،
"طاق طاق طاقية تعيش الوحدة العربية، رن رن يا جرس محمد راكب على الفرس، فرسك الهندي المشكشك بالوردي". أنشودة زمان كنا نحب ننشدها عندما نجلس على شكل دائرة، ثم يدور أحد منا حول الدائرة ويمسك بطاقية، وتوضع الطاقية حول أحدنا وعندما نلتفت من تكون وراءه الطاقية، يلحق به ثم يعود لتكرار السابق وهكذا، لعبة جميلة كنا نلعبها مع أبناء الجيران في الحارة أيام الطفولة.
كما أننا في طفولتنا كنا ننزل إلى الشارع أو الحارة لنعلب مع أطفال الحي العديد من الألعاب كالغميضة، اللقيطة، الطابة، وغيرها من الألعاب الشعبية التي استبدلها أطفال هذا الجيل بالألعاب الإلكترونية، مؤخرا بدأنا نلاحظ جلوس الأطفال لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والتلفاز والهواتف الذكية لعب أحد الألعاب الالكترونية التي تقتل لديهم التفكير المبدع وتشكل خطرا عليهم نفسيا واجتماعيا وصحيا.
وحينما كانا أطفالا كنا نشعر بالسعادة أثناء اللعب الجماعي، فهذه الألعاب جعلتنا ننمي مهارات كثيرة، مثل تنمية القدرات الذهنية واللياقة البدينة، خاصة أن معظمها يعتمد على الركض والحركة، ولا أذكر أننا سابقا كنا نعاني من مشكلة انتشار البدانة لدى الأطفال.
تعزز الألعاب التقليدية أو الشعبية لدى الأطفال السلوك الإيجابي من حب الأصدقاء، وروح الفريق والانتماء، الأخلاق الحسنة، طيب التعامل مع الآخرين، عدم الكذب، المودة والألفة والرحمة بين أبناء الحي.
وعلى الرغم أن الألعاب الشعبية القديمة كانت مصدراً للإزعاج والمشاكل في الحي ذاته أو مع الأحياء المجاورة؛ بسبب تصرفات الأطفال العفوية، إلا أنها تبقى هى الوسيلة الأفضل للأطفال لتفريغ طاقتهم بدلا من اللجوء إلى الألعاب الإلكترونية التى تسبب اجهاداً للعيون ، وألاماً في الظهر والأعصاب، إضافة إلى تسببها بأمراض كالتوحد الذي بات ينتشر بكثرة لدى الأطفال.
نعم"حان" الوقت ليدرك الأباء أهمية تعليم وتشجيع أطفالهم على اللعب بالألعاب الشعبية القديمة التي نشأنا عليها منذ طفولتنا لأنها تتمتع بسحر خاص وتجلب المتعة والفائدة للأطفال وترك الألعاب الالكترونية التي ليس لها طعم ولا متعة فهي أغلبها تتميز بالعنف والضوضاء واستنزاف المال، وتظهر سلبياتها أكثر من إيجابياتها.