سلمان عبده/غزة
يعاني الشباب من الإدمان على الإنترنت، وإضاعة الوقت على تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، والألعاب الإفتراضية، التي تؤدي إلى إهدار الوقت، وإضاعة طاقة الشباب، والتأثير على مستوي إنتاجيتهم وذكائهم، وعلى مستوى الوعي المعرفي لديهم، وتأثيرها على مشاركتهم في العمل المجتمعي على أرض الواقع.
واقع القراءة لدى الشباب
ويوضح د.عمرو أبو جبر؛ رئيس قسم الإعلام في جامعة فلسطين، أن الثورة المعلوماتية والتكنولوجية أتاحت الفرصة لتعرض الشباب لكم هائل من المعلومات، ولكن الشباب الفلسطيني، "يوجد لديه ما يسمى بالافتقار المعرفي".حسب أبو جبر.
ويبين أن جُل المواقع التي يتصفحها الشباب هدفها التسلية والترفيه، أكثر من تصفحهم للمواقع التعليمية والثقافية، ويقول: "إن القراءة أصبحت من آواخر اهتمامات الشباب، وقد تسبقها عند البعض اهتمامات أقل ما يقال عنها مضيعة للوقت، بل من المؤلم أن بعض الشباب أصبح لديه تصور خاطئ أن من يقرأ يعاني من فراغ".
أسباب تراجع القراءة
ويرجع أبو جبر أسباب عزوف الشباب عن القراءة، وهي سهولة وسرعة الوصول إلى الشبكة العنكبوتية والكم الهائل من المعلومات التي تحويها سواء كانت صحيحة أو مغلوطة مما أدى إلى حالة من التكاسل والتملل من مطالعة الكتب، وغياب الوعي بأهمية وضرورة القراءة وأثرها على الفرد والمجتمع، وكثرة الملهيات وتوفرها في أيدي الشباب من نت، وأفلام، وألعاب الفديو إلخ، والمبالغة في أسعار بعض الكتب خصوصا وأن الشباب اليوم يعاني من أزمة مالية، وأخيراً غياب الحضور الفعلي للندوات والدورات ودورها على تشجيع الشباب وإرشادهم للقراءة.
ويوضح د. يحيى قاعود؛ باحث في العلوم السياسية والسياسات العامة أن الشباب يعيش حالة من الفوضي المعرفية والمجتمعية نتيجة للبيئة السياسية الإنقسامية والمستقبل المجهول الذي يعيشونه، وكما أن سياسة الإلهاء التى يفرضها الواقع السياسي، تعتبر من عوامل ضعف المعرفة الفكرية لدى الشباب، والتى دفعت الشباب إلى التفكير بالحصول على أبسط الحقوق الإنسانية كالمأكل والمسكن والعمل، ويقول قاعود: "أصبح هناك تدني لمشاركة الشباب بالنواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي القضايا المحيطة ببيئاتهم ومجتمعاتهم".
مسؤولية الجميع
ويبين قاعود أن أمام الشباب مسؤولية لتطوير مهاراته، وإعادة ثقافة القراءة المتعمقة، والإلمام بالقضايا المحيطة به، حتى لا يقع ضحية التفكير بالهجرة غير الشرعية أو غيرها، ويجب على الإعلام أن يلعب دورا في تعزيز الوعي بأهمية القراءة لدى الشباب، ويجب أن يتم غرس ثقافة القراءة وحبها في النشء وتحفيزهم على القراءة في مجال اهتماماتهم، أيضا على الجهات التربوية كالمدارس والجامعات والأندية إقامة مسابقات في مجال القراءة ووضع مكافآت تشجيعية عليها. ويقول: " إن الشباب أولوية وطنية يجب العمل على تعزيز دوره المعرفي، خاصة أن غيابه يؤثر بشكل سلبي على النسيج المجتمعي".