أمجد القواسمي/الخليل
يستثنى الشباب كثيراً من المواقع الهامة في البلاد العربية، كما هو الحال في الساحة الفلسطينية، التي تعاني من هذه المشكلة بما في ذلك التحديات التي يضعها الاحتلال أمام الشباب الفلسطيني، كي يبقى وحيداً بلا مساندة لتقرير مصيره وتغييره للأفضل، إلا أن مشروعاً بدأ قبل عامين أعاد موضوع الشباب في الجامعات إلى واجهة العمل النقابي من جديد.
مشروعٌ " تواصل:الإعلاميون الشباب كمدافعين عن حقوقهم"، والذى تنفيذ الهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب "بيالارا"، مستهدفة طلبة كليات الإعلام في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتمكينهم حتى يكونوا قادرين على تشكيل جسم نقابي يعنى بالدفاع عن حقوقهم التي لطالما جرفتها الرمال؛ بسبب النقص في المعرفة ولوجود إقصاء لدورهم ورأيهم.
نقابات بطابع شبابي
أسست النقابة الصورية الأولى في جامعة بيرزيت وتترأسها اليوم الطالبة عائشة حسونة،في كلية الإعلام، والتي وصفت التجربة بالإنجاز، وأن النقابة شكلت جسماً هاماً للدفاع عن طالبة الإعلام وتلبية احتياجاته الخارجية والداخلية، بما في ذلك تطوير مهاراتهم العملية، وتقول حسونة: " إن النقابة الحالية تعتبر بمثابة القاعدة الأساسية للنقابات القادمة، وحققت إنجازات واسعة على نطاق الجامعة وخارجها". وتبين أنه تم إشراك الطلبة بالتدريب في نقابة الصحفيين الرئيسية في رام الله، وبتعريفهم بالعمل النقابي وماهية حقوقهم ودورهم.
وبدوره وصف الطالب عمرو مناصرة؛ نائب نقيب نقابة الصحفيين الصورية في الجامعة العربية الأمريكية في محافظة جنين، أنها تجربة مختلفة ومليئة بالتفاصيل، ويعتبر أن تشكيل جسم نقابي بحد ذاته هو إنجاز في ظل حالة المنع والقيود التي تعيشها جامعة، سواء من القيود الصارمة بمنع تشكيل الأندية و الأجسام الطلابية الأخرى، ولكن النقابة الصورية ساهمت بسد هذا الشرخ المتصدع.
وبين مناصرة أن أي تجربة جديدة لا بد أن تمر بمشاكل، ومن خلال هذه التجربة الجديدة في العمل النقابي، استطاعوا التواصل بروح فريق العمل، والوقوف أمام التحديات التي واجهتهم، وتحقيق الإنجازات.
تحديات مالية ونقابية وأزمة كورونا
عند الحديث عن الحقوق والواجبات، يظهر اختلال كبير في التوازن بينهما، وكان لمشروع النقابات الصورية جزء يسير من أثر المشكلة، فعلى صعيد الحقوق، كشفت منار الشويكي؛ طالبة في جامعة بيرزيت والتي ترأس لجنة الحريات بنقابة بيرزيت الصورية، وأن التعاون النقابي كان جيداً في معظم الوقت، لكن كان هناك بعض الإخفاقات كحدةث خلل في التواصل الجيد مع نقابة الصحفيين خاصة في مجال الإعلان عن نشاطات معينة، وتبين رغم ذلك بذلت العديد من الجهود لتسليط الضوء على القضايا الحقوقية، ، كقضية اعتقال "حمزة حمدان" وهو طالب في كلية الإعلام في جامعة بيرزيت.
"وشكلت جائحة كورونا تحدياً واضحاً أمام تنظيم الأنشطة" حسب ما قالته ليليان عتيلي؛ مسؤولة لجنة الحريات والثقافة في نقابة الصحفيين الصورية في الجامعة العربية الأمريكية في محافظةجنين ، وبينت أنه لم يواجه الطلبة أي مشكلة حقوقية استدعت التدخل منذ تشكيلهم النقابة، ومن خلال النقابة ساهمت عتيلي في حل بعض المشاكل الأكاديمية في ظل غياب نادي له شأن بمتابعة هذه الأمور.
كما كان هناك العديد من الصعوبات المالية التي أحاطت بالطلبة الذين خاضوا تجربة النقابات الصورية؛ لقلة معرفتهم بطريقة جمع الدعم المالي، " وحرصت النقابة الصورية في بيرزيت على عدم التبعية لأي حزب سياسي" حسب ما قالته حسونة. بينما أشار مناصرة إلى أنه تم اكتشاف المشكلة مبكرا، ويقول: "عملنا على حل المشكلة بالمتابعة مع مؤسسة "بيالارا" ا، والتي عملت على تنفيذ دورة تدريبية لأعضاء النقابة حول كيفية تجنيد وإدارة الأموال وآلية إيجاد الدعم المجتمعي والمؤسساتي.
ماذا بعد النقابة الصورية؟
تأمل حسونة أن تستمر التجربة، وأن تنتقل إلى مراحل أعلى كي يتخذ الشباب مكاناً ودوراً، ويتمنى مناصرة أن تشكل التجربة نموذجاً يقتدى به للتخصصات الأخرى، ويشكل فاعلاً جذرياً بعملية إشراك الشباب في العمل النقابي والحقوقي، كي تنبض بأفكار جديدة في المجتمع الفلسطيني الشاب، وأن تصبح النقابات الشبابية واقعاً حقيقياً، وليست صورية فقط.