الفنانة التشكيلية ميس أبو غزالة: طفلة في عمر الشباب

2020-04-28 11:16:56

نهاية أبوخاطر/ القدس،

ببراءة الطفولة وشغف الشباب بدأت حكايتها في البحث عن الألوان. وبعينيها أخذت تبحث عن الحنان والدفء الذي يفرهما البيت الكبير. وحين تبتسم تبتسم لها قلوب الأهل والأصدقاء، وكل طلباتها تجاب؛ ولم لا؟ فهي طفلة في مرحلة الشباب، تستمتع برؤية تفاصيل الوجوه، وتمنح الخطوط حق الظهور، دون ألوان في البدايات. خيالها أنيق لا يخلو من لمسة الإبداع، وفي مرحلة الألوان تشرق شمس الفنانة ميس أبو غزالة لتنير عيون من يحق له الاطلاع على رسوماتها التي تدمج اللون بالحكاية، وتؤسس طريقا عنوانه "ولادة فنانة تشكيلية".

وميس، 21 عاما، من أريحا، تدرس الهندسة الزراعية، وشاركت في عدة معارض داخلية مختلفة.

 

        في ألوانك حكايات مر عليها الزمن، وفي كل منها يعيش الأمل. خبرينا عن بدايات ألوانك وخطوطك التشكيلية؟

كانت متعتي أن ألعب بالألوان وأتأمل الوجوه، وأبدأ عندما أنفرد بنفسي ليلا في زاويتي الخاصة. ودفعني عشقي لكل جديد إلى أن أبحث عن مكاني في الأجواء الهادئة، بعيدة عن تخبطات الدنيا، أناجي الموسيقى الهادئة، وأسرح في الحكايات الصاخبة التي تدور حولي. ولأخرج من الصخب والمناجاة، بدات يداي تخاطبان اللون والفرشاة، التي كانت جاهزة أمامي دائما، خاصة في ساعات الليل الطويل، لأوجد حركات فنية تعبر عن اللحظة التي تتناسب مع مزاجي الفني في وقتها.

هل درست الفن؟

     الفن ليس وقفا على الدراسة الأكاديمية، ولا على الموهبة فحسب، بل هو استمرار ملاحقة الأحلام، وخلق الأمل باستمتاع ودون ملل، خاصة إذا كنت صاحب موهبة منذ الطفولة.

كيف تحددين أفكار رسوماتك؟

     إن أكثر ما يلامس عاطفتي صور المسنين، الذين يملأ وجوههم تعب السنين، فترك صوره على شكل تجاعيد.

وأجدني أستمتع عندما أنقلها بطريقتي على لوحاتي، في  محاولة قدر الإمكان لعدم إنقاص أي تفصيل، أو الغفلان عن أي ندبة؛ احتراما للقصص المجهولة التي كانت سببا فيها.

كيف دعم الأهل بداياتك الفنية؟

    عندما بدأت أرسم خطوطي الأولى، وأندمج فيها، لاحظ أهلي أن وجهي يرتسم عليه ملامح الجدية. ثم أعود لأنكب على الرسم إلى أن أستيقظ صباحا على صوت والديّ أو أحدهما: "كيف غفوت؟ حمدا لله أنك لم تصابي بالبرد". ولكن شعوري بالنجاح الذي يعزز عندي الاستمرار، كانت حين أسمعهما يقولان: "شو هالرسمة الحلوة، يسلمو إيدبكي و يعطيكي العافية".

والداي هما أكبر الداعمين كأي محيط عائلي؛ فهو الأقوى والأمتن، الذي يساعد الفنان على توليد الأفكار، واكتشاف الجمال، وتحديد الهدف. وكل ذلك يعزز الرغبة في ممارسة الهواية في البداية بحماس وإنتاجية أكبر. ولكن لا يجوز لنا أن نقلل من أهمية الأصدقاء المساندين والمعارف.

أذكر حماسي الطفولي كلما تعرفت على كلمات جديدة، أو أمسكت قلما وورقة وألوانا، أريد أن أجربها جميعا. وشغفي في تلك المرحلة ازداد خاصة بعد أن سمعت جدتي تقول لأمي: "لدى ميس أمر مميز! لاحظي كيف ترسم وتلون بطريقة مرتبة، ولييس كبنات جيلها".

لقد ترك في تعليق جدتي أثرا لا ينمحي، وهو يمر في ذاكرتي دوما ليشجعني على الاستمرار.

أين تصنفين نفسك بين الفنانين؟

     أحاول باستمرا أن أظل على تواصل مع كل ما يقام من معارض ولقاءات بين الفنانين، وأشارك في بعض المعارض المتاحة، ودائما ما أعبر عن رغبتي في إظهار كل جديد لدي. وكل ذلك بدعم عائلتي وأصدقائي. ولا أنسى الأخت ميسون سلامة؛ مديرة مكتب الثقافة في أريحا، التي لجأت إليها بعد أن أنهيت الثانوية العامة؛ لتوجيهي إلى الطريق الفني الصحيح، وهو ما حصل. لها مني كل الشكر على إيمانها بي، واستمرارها في دمجي في لقاءات الأدباء والفنانين، والمشاركة في عدة معارض تشكيلية في أكثر من مدينة، والتعرف على رسامين موهوبين وفنانين تشكيليين رائعين.

ما هي التحديات الي واجهتك كفنانة في مجتمع صغير؟

     لا بد من وجود بعض المعيقات، وأهمها الاستخفاف وعدم اهتمام المجتمع المحلي بالفن كما نأمل، ونظرة بعض الناس إلى الفن على أن اللوحة قطعة ملونة، ليتم الاستهتار بأسعار اللوحات الفنية. وهذا الذي يقودني باستمرار لتوضيح أن العمل الفني فكر لشخص، وعمل يدوي لن تتكرر. كما إن ارتفاع أسعار أدوات الرسم واحد من أهم المعيقات فهي مكلفة جدا. وليس هناك دعم مادي كاف للفنانين الناشئين، ورغم استمرار مطالبنا بوجود معرض دائم يعرض رسوماتنا بالتناوب؛ لإبرازها للجمهور المعني برؤية رسوماتنا.

ما أهم النصائح التي تسدينها للفنانين الشباب؟

‌    أنصح أهالي الأطفال والشباب الموهوبين بدعمهم بالمحبة والتقدير لأعمالهم المبتدئة؛ لأنها يمكن أن تشكل بداية لفنان مميز قادر على أن يصل إلى العالمية في يوم من الأيام. و‌من يرد الوصول بشغفة وموهبتة يجب عليه الإيمان بذاته وقدراته واستمراره في العمل هو مفتاح النجاح دائما.

يوجد اربع لوحات

توضيح عن لوحة "مسيرين إلى حين"

      "القصة أني كنت مدعوة للقاء برسامين من الداخل والضفة، وعندما دخلت مكان اللقاء تفاجأت أن الرسامين جالسون وأمامهم لوح الرسم وأدواته كاملة، وأنا ليس معي شيء. وكنت في بداياتي، ولم أكن أستخدم الألوان حينها، فلم يكن أمامي أي خيار ألا أن أتحدى ذاتي وأرسم بالألوان. طفتت على الفنانين أستعير ألوانا وريشة، ورسمت بغموض، وركزت على عنصرين يحكيان حكاية شعب تحت الاحتلال: اليد التي ترمز للاحتلال، واللعبة التي ترمز للشعب، والخيوط مشدودة على الأصابع التي بدأت تتسلخ، كدليل على أن الألم الذي نعاني منه سيرجع على الاحتلال يوما ما، والظلام في الخلفية يضمحل، وقد بدأ النور يظهر".

 اللوحة الثانية: "حيرة وضياع"

تصف حالة يمر بها الإنسان في مرحلة معينة من حياته.

3-اللوحة الثالثة: "الحجة نفيسة": مشهورة بغليونها وفساتينها المميزة، وهي سيدة من أريحا بتجاعيد وجه لطيفة.

اللوحة الرابعة: "النكبة مش يوم النكبة... كل يوم": رسمتها في الذكرى السنوية للنكبة.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...