تمارا الصوص/بيت لحم
شهد عام 1998، ولادة بيت الشعر الفلسطيني؛ ليكون بيت الشعر الرابع في العالم العربي بعد تونس وإمارة الشارقة والمملكة المغربية. ولتتبعه بيوت الشعر في الأردن ولندن وغيرها.
ويوضح الشاعر مراد السوداني؛ رئيس بيت الشعر، ورئيس تحرير مجلة الشعراء، بأن بيت الشعر مبادرة فلسطينية ساهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات إلى جانب مجموعة من الشعراء والأدباء والفنانين التشكيليين في أن تري النور؛ ليكون مركزا ثقافيا يناط به تجميع الشعر الفلسطيني قبل النكبة وبعدها. وتوثيق التراث: الشفوي من والمكتوب. وتكريم الشعراء، وإعادة إصدار دواوينهم وأرشفة كافة الأعمال الشعرية الفلسطينية. وتكريم الشعراء والأدباء العرب والعالميين المتضامنين مع القضية الفلسطينية ورعاية المواهب الجديدة. ومساعدتها على إصدار نتاجها الأدبي.
الشاعر الفلسطيني _ مراد السوداني
ومنذ تأسيسه، دأب بيت الشعر على تخصيص دراسات وإعادة إصدار دواوين الشعراء، ونشر قصائدهم في فصيلة "الشعراء". ويشارك بيت الشعر في مهرجانات تكريم الشعراء العرب بالتعاون مع بيوت الشعر العربي الأخرى.ومن ذلك تكريم الشاعر المصري محمد عفيفي مطر، والشاعر المغربي محمد بنيس.
ويعمل بيت الشعر حاليا على إصدار العديد من الدواوين الشعرية لشعراء فلسطينيين في العمق العربي. ولم يطبع لهم دواوين داخل فلسطين؛ للتعرف على نمط آخر من الأدب الفلسطيني غير الذي اعتدنا عليه".
كما أن البيت يهتم بالمواهب الجديدة واكتشافها، فقد قام حتى الآن بطباعة 120 إصدارا شعريا ونثريا. معظمها من إنتاج الطاقات الشبابية الجديدة. ويوضح السوادني بأن أول ديوان للشاعر تميم البرغوثي، ويحمل عنوان "ميجانا".صدر عن بيت الشعر "عندما لم يكن أحد ينتبه إلى إبداعه". ويبين بأن بيت الشعر أصدر سلسلة تختص بنشر قصائد الشعراء الشباب، تحمل عنوان "كراريس شعرية".
لا فيتو على إبداع الشاعر
يقول السوداني: "نحن لا نتبني مدرسة معينة في الشعر، وكل من يحقق الشعرية بجد له عندما مكانا". كما أنه لم يسبق لبيت الشعر أن رفض أي عمل على أساس حزبي و"لا نعرف الانتماء الحزبي لأي شاعر" ويقول: "الحزبي شيء والعمل الشعري شيء آخر، ولا يوجد لدينا فيتو ضد نص محدد، وإبداع الشاعر هو الذي يحدد إن كان شعره سينشر أو "لا".
وعن الحفاظ على الإرث الشعري الفلسطيني، يشير السوادني إلى الجهود المبذولة لإنشاء موقع إلكتروني خاص بشعر الدكتور حسين البرغوثي. كما تم إنجاز معجم فلسطين الأول. إضافة إلى تقديم الشعراء وإصداراتهم في الخارج خلال المهرجانات ومعارض الكتب.
حسين البرغوثي _ شاعر ومفكر فلسطيني
مسؤولية من؟
ويشير السوداني إلى أن المؤسسة الثقافية الرسمية تعاني من قلة الدعم والإمكانيات، وبطء وتيرة دعم المؤسسات الثقافية، خاصة في ظل حملة " القدس عاصمة ثقافية". موضحا بأن فلسطين تخلو من مكتبة وطنية، أو دور نشر وطنية. وليس فيها مسرح وطني أو فرقة وطنية.
ويبين أن هناك انقطاعا بين الشعراء الفلسطينيين في الداخل والخارج. وبحاجة إلى تأسيس بنك المعلومات الفلسطيني الذي يضم أهم المجموعات والمنجزات الشعرية الفلسطينية المعاصرة.
الكسل الطلابي
يوضح السوادني بأن هناك إرباكا حاصلا في وعي الشباب الفلسطيني، فمن ناحية هناك " إزاحة لوعي الشباب تجاه أجندة خارجة عن سياق الاهتمام الفلسطيني" فيلامسه بسياقات تحتاج إلى إعادة النظرفيها أحيانا".
ويقول: "لقد حاولنا تأسيس نواد شعرية في الجامعات والمعاهد الفلسطينية. لكن الكسل الطلابي حال دون استمرارها". كما هنالك محاولة للانفتاح على المواهب الفردية في الجامعات والمعاهد والكليات، حيث تم إنشاء نواة لمكتبات في عدة مراكز وجامعات.
ويري بأن الشباب الفلسطيني يحتاج إلى العودة للاهتمام بالنتاج الأدبي الوطني والاطلاع عليه، وزيارة المكتبات، والبحث عن المبدعين، وتلقي المعرفة التي تغذي أرواحهم.
