"جزيرة فاضل" حكاية قرية مصرية يسكنها فلسطينيون

2018-08-13 07:22:12

إيمان محمد/ مصر،

جزيرة العرب أو جزيرة فاضل أو كما أشتهرت بين أهالي الشرقية بـ "أولاد فاضل"، إحدى القرى بمحافظة الشرقية بمصر، تقع بين مركزي أبو كبير وفاقوس على الطريق الصحراوى، ويعتبر الـ "توك توك" أسهل وسيلة مواصلات لتلك القرية، التي تجمع على أرضها فلسطينيون، استقروا في مصر عام 1948؛ وهو العام الذي احتلت فيه فلسطين ويسمى عام النكبة.

 

عالم آخر

شارع ضيق وطويل، يحيط به من الجانبين أسوار عالية، يدخلك إلى عالم آخر يعيش فيه الناس حياتهم يوما بيوم، يحسبون عمر شقائهم وتعبهم، تميزهم ابتسامة الرضا التي تعلو وجوههم، فمنازلهم مدمرة وخياراتهم محدودة، ويقولون: "الستر أسفل طوبتين أفضل من البقاء في أرصفة الطرقات.

 

أطفال النكبة

نجد داخل جزيرة فاضل، الأطفال وقد سلبت منهم متعتهم، ولا يحظى كل طفل بالرعاية والأمان، يلعبون في شوارع القرية الضيقة عراة، حفاة، فى الطريق قابلنا امرأتين رفضتا الحديث معنا في بداية الأمر، وأنكرتا جذورهن الفلسطينية في بادئ الأمر، لكن السيدة "مليحة" 65 عاما، قررت الحديث فبدأت بسرد رواية أجدادها الذين قدموا من فلسطين حيث تقول بلغتها العامية: "عايشة هنا منذ 60 عام، ولا أعرف  فلسطين، فقد نشأت على تحمل المسؤولية والتعب والشقاء والمرمطة، نشتغل باليومية منذ الصغر، ونسمع منذ الصغر عن المعاناة خلال نكبة 48 والظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني بعد طرده من وطنه".

وتتابع مليحة: "مش الكل بيقدر يروح يعلم ولاده فى المدرسة، ومفيش مدارس قريبة من القرية وأقرب مدرسة على بعد 4 كيلو، في جزيرة الأباظية، والى بيروح المدرسة مش بيكمل لغاية الإبتدائى وبيقعد".

أما أم عزة، مصرية في الأربعينيات من عمرها، تزوجت من فلسطيني في الجزيرة، تشكي الفقر بعد موت زوجها، وتحملها مسؤولية تربية الأولاد فتقول: "إبنتي تحتاج إلى من يجهزها، ولا أستطيع أن أتحمل تكلفة الفرح كبقية الأمهات، رغم  قرب موعد الزفاف، وتضيف: "تنقصنا أبسط الحقوق ولا نملك الماء والخبز".

 

الحنين للديار

أثناء التجوال شاهدنا محمد سالم،  يجلس على كرسي أمام منزله وقت الظهيرة، يتكأ على عكازه يتجمع حوله أحفاده ويروي الحكاية: "كنت صغيرا عندما أتينا إلى هذه القرية وكانت فارغة من السكان، أما الآن فعدد من يسكنوها 3500 شخص، ويتمنى العودة إلى بلده الأم فلسطين ويقول: "هو حد يقدر يكره بيته ووطنه". 

 

طيور القدس

أثناء التجوال يلفت نظرك منزل مزخرف باللون الأبيض، يلهو حوله  الأطفال، ويرددون بصوت عال "إحنا طيور القدس"، وما أن تقترب أكثر حتى تكتشف وجود حضانة أو كما يسمونها "محو الأمية" للأطفال، الذين لم يتجاوز أكبرهم سن الثامنة، وأول ما تقع عليه عيناك هو صورتين للرئيسين؛ الراحل ياسر عرفات، والرئيس محمود عباس إلى جانب علم مصر.

 

- الصورة من الإنترنت.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...