ربما إيشان الهندي في مدارسنا؟!

2017-01-18 10:05:43

 غدير منصور/ رام الله 

"لكل طفل خاصيته" أوTaare Zameen Par، هو اسم أكثر الأفلام التي استمتعت بمشاهدتها، واحببت أن اعرفكم عليه  كونه مليء بالعبر والدروس،   خاصة للطلبة والمعلمون.

 يتحدث الفيلم عن الطفل إيشان ذي الثمانية أعوام، الذي يعاني من صعوبة في التعلم، مما جعله محط سخرية بين زملائه الذين أطلقوا عليه لقب "ملك الأغبياء"، وكانت النتيجة  تدهور مستواه الدراسي أكثر فأكثر؛ لأنه أصبح مقتنعا تماما أنه طالب غبي، وتضاعفت معاناة إيشان عندما لم يجد التشجيع والاهتمام حتى داخل أسرته التي كانت تراه أيضا ولدا شديد الغباء، مقارنه مع أخيه الأكبر المتفوق دراسيا، وهو ما جعل والديه ينقلونه لمدرسة داخلية يعيش فيها التلاميذ ويدرسون ويعودون لبيوتهم في الإجازات، أملا في تحسن مستواه.

 لم تكن المدرسة الداخلية قادرة على حل مشكلة أيشان، وظل مستواه الدراسي يتدهور،  فهو لم يكن راضيا عن نقله لكن بكاءه واستجداءه لوالديه لم يجعلهما يعدلان عن قرارهما، إلا أن معاناته لم تستمر طويلا بعد ظهور الممثل الهندي الشهير"أمير خان" في دور معلم الرسم الذي أعجب جدا بموهبة وإبداع أيشان في الرسم، وتقرب المعلم بشكل أكبر من أيشان ودفعته طريقة رسمه إلى أن يتحرى عن سبب ضعفه في القراءة والكتابة، فقصد كل دفاتره، ولاحظ بعد تأمل أن تلميذه يجيد القراءة والكتابة، ولكن بطريقة مختلفة عن الجميع؛ فهو يخط الأحرف والأرقام بشكل معكوس، وهذا ناجم عن مرض يدعى الديسلكسيا "dyslexia"، وسببه خلل في الإدراك البصري.

فتوجه لعائلة أيشان، وشرح  ماهية المرض في مشهد رائع جعل الوالدين يلومان نفسيهما كونهما جزءا من الغرباء الذين لم يدركوا حقيقة مرض ابنهما، وفي محاولة لعكس صورة مغايرة في أذهان الطلبة عن التلميذ أيشان، نظم المعلم مسابقة للرسم؛ فكانت المفاجأة أن تفوق أيشان بجدارة على معلمه، وفاز بالمسابقة في مشهد مؤثر جدا ومبك للطفل العبوس الذي ابتسم أخيرا، وتحرر من ضعفه، فزادت ثقته بنفسه.

وفي مشهد مميز آخر عرض المعلم أمام تلاميذه صورا لعلماء ومشاهير عانوا من صعوبة في التعلم، مثل صورة  ليوناردو دافنشي، وألبرت أينشتاين، وأيضا صورة الممثل الهندي "أبشيك باتشان"؛ ابن الممثل الأشهر "أميتاب باتشان"، وقد ذهل الطلاب، وأكثرهم أيشان عندما عرف أن الممثل المحبوب أبشيك باتشان عانى من نفس مرضه.

ما سبق عرض مختصر جدا لفيلم يزخر برسائل مهمة تستحق التأمل، خاصة من المعلمين والتلاميذ والأهالي، لأن هناك ربما أكثر من أيشان في مدارسنا بحاجة لتوجيه ومساندة ورؤية ذكية ومحبة، كالتي أظهرها معلم الرسم "أمير خان".

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...