نهاية أبو خاطر/ بيالارا
رحمة سيدة في اوائل الاربعينات تحمل بوجهها ابتسامة العاشق المنتصر.عيونها تنطق بالمحبة والشغف وببساطة تقول نحنا نصنع "الجنة". عائلتي تذوقت في البداية وبعدها اصبحت السند والداعم الرئيس. باناملها صنعت الخلطات من زيتون وألبان وأجبان. زينتها بخيرات الارض من حولها اللوز والجوز مع اضافات مميزة اختارتها لتجعل الطعم والرائحة يحملون اسم الجنة.
وبقدراتها وابداعها رسمت الطريق لمنتجاتها البيتية الخاصة ان تدخل البيوت والفنادق، ولجمالية طعمها والدقة والاهتمام والمتابعة خرجت الي العالم بمشروع تحت عنوان "الجنة: أغذية خالية من المواد الحافظة".
مع رحمة الكلام والاجابة عن أهم تسائل يريدة المهتم بمعرفتها ،
من هي رحمة وما هي الجنة؟
اسمي رحمة طعمةزهران من مدينة طولكرم. انا خريجة مختبرات طبية وحاليا مالكة ومديرة مؤسسة "جنة للمنتوجات الغذائيه" "Janna Food".
زوجة وام لخمس ابناء اكبرهم ٢٤ سنة واصغرهم ١٢ سنة.
اشتغلت في مجال تخصصي في عدة مراكز صحية وكان ذلك على مدار خمس سنوات بصورة متقطعة،لكن لم يكن عندي الوظيفة الدائمة.لذا كان لابد من ايجاد عمل بديل للمساعدة في تكاليف الحياة المعيشية.
اشتغلت في عدة مجالات منها التطريز الكروشيه.فتحتمحل صغير للملابس، واخرها اعطاء دروس خصوصية للطلاب في بيتي. وكان عندي ما يقارب ال ٣٢ طالب وطالبة.كنت انا وزوجي متعاونين في التدريس.
طبعا هذه المشاريع الصغيرة كانت تتم بدون دراسة وتخطيط لذا كان مصيرها الاخفاق.
بعدها ارتأيت ان يكون هناك عمل دائم او مشروع بيتي بشرط ان يكون على اساس دراسة واضحة ودراسة مستفيضة عن حيثيات المشروع اي الجدوة الاقتصادية اي كيفية ادارة المشاريع الصغيرة.
كيف تمكنت من الانطلاق في مشروع "جنه للمنتوجات الغذائيه؟
التحقت بتدريبات على ادارة المشاريع الصغيرة مع منظمة شباب الغدفي مدينة نابلس. كان ذلك قرابة السنة اطلقتاثناءها مشروعي وهم من اعطوني الاسم "جنة" وكان لي اول مبيعات لمنتجات جنة.كانت التدريبات من قبل مؤسسة المشاريع الريادية الصغيرة.
شاركت بمسابقة "انا ريادية" التي نظمها بنك فلسطين بالتعاون مع منتدى سيدات الاعمال وكنت من ضمن ال ٢٥ سيدة الفائزه على مستوى الوطن.واثناءها تلقيت تدريبات على ادارة المشاريع الصغيرة مع شركةAgilityمن هنا صرت عضوة مع منتدى سيدات الاعمال في رام الله.
التحقت ببرنامج فلسطينية مع بنك فلسطين في برنامج Mini MBA (ماجستير مصغر لادارة الاعمال) حيث تلقيت التدريبات المتطورة على كافة مناحي مشروعي.
كيف تصفي مشروعك الان وهل حققتي هدفك من المشروع؟
المشوار ما زال بأوله. فقد اخترت كنموذج لسيدة ريادية صاحبة مشروع شخصي وييتي ناجح.كان ذلك من قبل عدة مؤسسات منها منتدى سيدات الاعمال وبرنامج تطوير الأسواق الفلسطيني PMDP.
حصلت على جائزة أفضل منتج غذائي نسوي لعام 2019 وذلك ضمن مسابقة "قوت بيوتنا"والتي نظمتها وزارة الاقتصاد مع مؤسسةGROW.
حصلت على العديد من الدورات ومع ما اتمتع به من خبرات في التصنيع الغذائي اصبحت الان ايضا مدربة تصنيع غذاء.
منتجات جنة وصلت لمعظم المدن الفلسطينية بما فيها الداخل المحتل ووصلت الى خارج الوطن الى الشارقة وكندا والسعودية.وكللي امل ان تصل الى كافة الدول العربية.
تتحدثين وكأن طريقك للنجاح كان سهلا. هل كان كذلك؟ ألم تواجهي عقبات؟
خلال مسيرتي المهنية تعرضت للكثير من الصعوبات والتحديات كحال اي مشروع. لكن مع الارادة القوية والاصرار على التحدي للوصول الى الهدف المنشود ووصول الغاية كنت اتغلب على هذه الصعوبات بل اعتبرها ارضية لاقفزالى الضفة الاخرى.
ماذا تنصحي الشابات والشبات بعد تحقيقك للنجاح؟
لكل شاب لكل صبية عنده فكرة مشروع لا تنتظر. ابدأ بالعمل عليه: دراسة الفكرة ومدى مطابقتها على ارض الواقع. مهما كان الحلم بسيطا او صغيرا، مع الارادة القوية والتصميم والاصرار على التحدي نصل الى الهدف المنشود.
