حاتم أبو زيد
بإمكانياتها البسيطة، وبأسلوبها المميز، تطلق الشابة أماني توام العنان لأفكارها التي تتخذ من فن الرسم منصة تخاطب بها العالم لإيصال الرواية الفلسطينية بطريقة نوعية قائمة على الاهتمام بالتفاصيل والغوص في الأعماق، فيما تستخدم التفكير الناقد كمنهج في تحليل القضايا والوصول لما وراء المعلومة.
الفن وسيلة...
ساهم العديد من الفنانين الفلسطينيين على مر التاريخ في نقش اسم فلسطين في المحافل الدولية، ومثل الفن أسلوبا لتوثيق الرواية الفلسطينية وحفظها من النسيان تارة، وقناة لنقل الرسالة ذات المضامين الهامة للعالم تارة اخرى، فها هو الفنان الراحل إسماعيل شموط إبن مدينة اللد قام بسرد قصص النضال الفلسطيني من خلال الفن، فكانت الهوية والنفي والمعاناة واللجوء من أهم الموضوعات التي سيطرت على أعماله، بينما استطاع الراحل ناجي العلي من جعل شخصية حنظلة أيقونة عالمية استخدمها لتوصيل مشاكل وهموم المواطن الفلسطيني، والتعبير عن قضيته، والقائمة تطول من تمام الأكحل، وخالد نصار...الخ.
أماني عصام توام؛ ناشطة شبابية من بلدة جبع في ضواحي القدس، وعضو المجلس القروي للبلدة، حظيت بالتكريم عن مبادرتها "إرشادات توعوية حول الجائحة"، وتم نشرها في كتاب نموذج لقيادات نسوية 2021.
ما الملفت في هذا النوع من الفنون؟
تقول توام: "وجدت في مثل هذا النوع من الرسم وسيلة لإعلاء الصوت في وجه الظلم، ونقل القصص الإنسانية التي ترد من غزة. أهلنا وأطفالنا في غزة ليسوا أرقاما، وآن الأوان لكل إنسان أن يساند قضيتنا ويسهم في رفع العدوان".
وترى توام بأن هذا الرسم يعد بمثابة طريقة للتعبير عن أفكارها ومكنوناتها الداخلية، خصوصا في ظل حالة العجز التي يعيشها المواطن الفلسطيني أمام آلة الدمار والحرب، وبالتالي لا بد من المحاولة والتعبير وايصال الرسالة بكافة الطرق والوسائل.
وفي معرض الحديث عن سبب اتخاذ توام هذا الفن كوسيلة تضيف: "منذ اللحظة الأولى لمشاهدة هذا العمل على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، بدأت بالبحث حول هذا الفن، ومحاولة دراسته والتعرف عليه، وما لاحظته بأنه يحتاج لممارسة وفكرة وقصة ذات سيناريو محكم وتسلسل حتى يتمكن العمل من إيصال أهدافه"
لغة حوار عالمية...
الملفت في مثل هذا النوع من الفن أيضا، بأنه يجعل الصورة ناطقة تستطيع من خلالها ملامسة التفاصيل والمشاعر، كأنها قصة كاملة في صورة واحدة، فيما يمكن إضافة الموسيقى لها، لتخاطب العقل والعين والأذن. الفن لغة حوار عالمية لا تحتاج لمترجم ولا لتأشيرة دخول عبر الحدود، والرسم أسلوب يضاف لطرق عديدة من شأنها أن توصل قضيتنا للعالم في ظل ما تتعرض له من محاولات تشويه وقلب للحقائق.