فضفضة "فيس بوكية".. تعزيات وزفاف وشتائم!

2016-11-23 13:08:09

علا أبو حليلو/ غزة

كم أضاعت مواقع التواصل الاجتماعي عامة وموقع "الفيس بوك" خاصة الكثير من اللحظات التي كان من الممكن أن تكون الأجمل والأبقى للذاكرة. أصبحنا نوثق اللحظات "إلكترونياً"، وننسى أن نعيشها بكل جوارحنا، نلتقط لها صوراً ولا نذكر منها إلا ما لفتنا من تعليقٍ لشخصٍ ما حول الصورة حينما نشرناها لنتباهى أننا برفقة أعزاءنا في مكان ما.

كم أضاعت مواقع التواصل الاجتماعي مناسبات كانت ستحظى باهتمام أعظم لو تخطت الفضاء الإلكتروني، كانت ستحتاج ربما لشهورٍ حتى نتوقف في الحديث عنها.

دعوات الزفاف أصبحت توفر الوقت بدلاً من أن توزع حتى باب "المعزوم" أصبحت تطرق باب " ماسنجره" فقط، ولابد بأن تفوته الدعوة إن لم يكن متاحاً في أي وقت قبل المناسبة.

كما أنني لا أفهم ماذا يعني "اللايك" على منشور لشخصِ ما ينعى والدته، وكيف وصل بنا الحال لأن تصبح التعزية والمواساة نكتفي بها بكبسة زر، وإن سألت شخصاً: "هل ذهبت لمواساة فلان؟ تجد إجابته لا، ولكني عزيته على منشوره!".

شاهدت صورة لـ "مارك" مخترع الفيس بوك، وهو يجلس في الطبيعة ويقرأ كتاباً وبجانبه البطل في كل صوره صديقه "الكلب الأبيض"، ولاحظت أنه لا يوجد حوله هاتف ولا أي شيء له علاقة بالتكنولوجيا الحديثة، هذا يعني أننا انشغلنا نحن بما اخترعه وهو مازال يجد وقتاً لقراءة الكتب، لم أجد في صفحته الشخصية أي تهنئة لزفاف ولا عيد ميلاد ولا شيء مما أراه عبر صفحاتنا، يعني أنه لا ينشغل بموقعه الالكتروني كما نفعل نحن.

كم أكره هذا الموقع حينما أرى مستخدميه يمسكون بظاهرة اجتماعية بأسنانهم ولا يفتكون حتى يجدون غيرها، لا يعرفون استخداماً له غير الانتقادات الهادمة، كثيرون تخطوا الخصوصية للوصول لعدد أكثر من المتابعين.

الكاميرا دائماً في وضع الاستعداد لنلتقط ما يثير الرأي في الشارع "الفيس بوكي"، هذا يُقبل مخطوبته وهذه تغني في الفنادق، وهذه تجلس على البحر، وهذا يغني أغانِ تافهة، وإقبال غير عادي على تناقل هذه المقاطع، منذ متى وتدخلنا بخصوصيات غيرنا يصل إلى هذه المرحلة من قلة الأدب!

وعن حديثنا عن قلة الأدب كم أتمنى بأن أشكل مجموعات خاصة مهامها فقط يكمن في التبليغ عن تلك الحسابات التي لا تراعي شعور أن منشوراتها تقع غصباً تحت أعيننا بسبب تعليق صديق مشترك أو مشاركته ويكون منشورهم يستخدم مصطلحات مسيئة مثل "السباب والشتائم " غير اللائقة، تجدهم يتسابقون بتناقل الشتائم الخارجة عن حدود المعقول حتى ولا يخجلون من تداولها أمام الجميع.

حدث وأن سألت شخصاً من هؤلاء بأنه لماذا لا يخجل حينما يشتم أمام الجميع ويستخدم ألفاظاً لا تليق بشخصه و"شهرته"؟ كانت إجابته بأنني حرٌ ومن لا يعجبه فلا يتابع صفحتي، ومع أنني من غير متابعيه إلا أن منشوراتها تظهر عن غير إرادتي أمام ناظري بسبب "نسبة وصول" صفحته الشخصية الضخمة!

 
اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...