إسراء صلاح/غزة
لطالما صدّر الاحتلال صورة مزيفة لحالة من السلام والأمن بين فلسطيني الداخل المحتل والصهاينة، فعاملهم على أنهم أقلية عربية وأطلق عليهم "عرب اسرائيل" لنفي الهوية الفلسطينية عنهم، ومنحهم هوية المواطنة الزرقاء، فمن كان يتوقع أن تنتفض اللد وبئر السبع وعكا في وجه الصهاينة وتجعلهم يفرون خوفًا منهم؟
فلسطينيون الداخل هم الذين تمسكوا بأرضهم عام 1948 ولم يخرجوا منها، ويعيشون داخل الخط الأخضر ويحملون جواز سفر دولة الاحتلال ويتحدثون بلسانها العبري، فقد عمل الاحتلال بشتى الوسائل المادية والمعنوية والثقافية على نفي الهوية الفلسطينية عنهم وإلحاقهم بأقليات دولة الاحتلال واعطائهم صفة "عرب اسرائيل"، وبذل قصار جهده في تفتيت وحدتهم الفلسطينية وبث الكراهية بينهم، وقام بتسلحيهم كأنه يدس السم في العسل، ليشعل حربًا أهلية بين الفلسطينيين تقودهم لاشتباك مسلح.
لكن اليوم، وبعد أن كان الاحتلال يسهل وصول القنابل لأيديهم لزيادة حدة صراع الفلسطينيين الداخلي، أصبح أداة للاشتباك مع عناصر الأمن والمستوطنين وصار الصراع صراع هوية، فانقلب السحر على الساحر، وعلى مر السنوات، واصل الاحتلال محاربة الوجود الفلسطيني بالهدم وتدمير المزروعات خاصة في منطقة النقب، لتصعد عمليات التطهير العرقي واستكمال التهويد؛ الأمر الذي زاد من حدة الكراهية لدى الفلسطينيين وساهم في اشعال فتيل الغضب، و كانت أحداث حي الشيخ جراح هي الشرارة، وجعلت كل المخططات التي خطط لها المحتل ومحاولاته في طمس ونفي هويتهم عن ذاتهم تبوء بالفشل.
لقد أثبتوا أنهم حفظوا القضية والهوية على مر الأجيال، ولم يستحقوا أن يناديهم أحد بعرب اسرائيل، إنهم فلسطينيون القلب والوطن الذين رفضوا الهجرة وتمسكوا بالأرض ولم ينزعوا فلسطينيتهم عن ذاتهم، فالدم الذي يغضب هو دم عريق لا يشوَّه.
مصدر الصورة: الإنترنت