قصص معاناة الفنانين التشكيليين في غزة

2019-07-23 09:25:03

أنسام القطاع/غزة،

الفن التشكيلي هو نتاج حضاري وتعبير ثقافي يقدم فقرات الحياة الإنسانية بعاداتها وتقاليدها وأساليب حياتها في مختلف الميادين، باحثاً في نفوس الآخرين عن شعور جمعي مشترك؛ وهو بهذا سجلٌّ يكتب آثار الأمم وما يميزها عن غيرها؛ ليرسم لها خصوصية تميزها عن باقي الأمم. وفي قطاع غزة يحاول الفنانون التشكيليون أن يعكسوا بريشتهم الأمل والتحدي والفرح والحزن والاصرار على الحياة وسط المأساة.

 

بصمة وألوان وقيود

الفنان التشكيلي باسل المقوسي؛ 48 عاما، من مدينة غزة، الحاصل على الجائزة البرونزية من إتحاد المصورين العرب في ألمانيا عن أفضل صورة وجائزة تشارلز اسبري للفن الفلسطيني بترشيح من مؤسسة عبد المحسن القطان، ومشاركته في العديد من المعارض المحلية والدولية.

 يرى أن لكل فنان عقلية خاصة جدا، وطريقة تعبير تشبه تمامًا بصمة الإصبع التي تحمل خصوصية كل فرد، يصوغها بطريقة "لغة الشكل" التي يقرؤها البصر، و تفهمها كل الشعوب، وجميع الفئات الثقافية ومختلف الأعمار، وهذا يؤكد أن الفن التشكيلي  يعد لغة عالمية يصوغها الفنان بطرق عدة  كالنحت والتصوير، والتطريز، وغيرها

ويبين أن الفنانون التشكيليون يستخدمون  الفن التقليدي والفن المعاصر" الفن رقمي" وذلك للمشاركة في المعارض الفنية الدولية بالخارج،  و يستدرك بكل حزن رغم أهمية هذا الفن إلا أنه يعاني العديد من التحديات، منها نقص الأدوات الفنية، وعدم تمكن الفنانين من نقل أعمالهم و المشاركة في المعارض الدولية والعالمية، يقول: "  إغلاق المعبر يعيق من مشاركة الفنانين في المعارض بالخارج. ويتابع: " لا يستطيع الفنان المشاركة بتلك المعارض بإرسال صورة عن عمله الفني، دون وجود العمل الأصلي له، مما يؤدي إلى رفض مشاركتهم". 

 

قصص ملهمة ومعايير مجحفة

في حين يبين شريف سرحان؛ الفنان التشكيلي والمصور الفوتوغرافي حر، والذي تم إنتاج كتاب لصوره الفوتوغرافية وفيلمه التجريبي "غزة حرب" بمنحة من مؤسسة المورد الثقافي2007، أن الحياة في مدينة غزة بيئة خصبة مليئة بالقصص والحكايات الملهمة التي يمكن أن يستقي منها الفنان أفكاره، ولكنه يردف لا يمكن للفنان أن يعتمد على الفن كمهنة وإنما كهواية، ويقول سرحان: " لكل فنان وظيفته الخاصة إلى جانب هوايته للفن". ويري أن انخراطه في وظيفة ما يؤثر على إبداعه الفني؛ وذلك لكون تركيزه يكون منصب على عمله الأساسي".

ويؤكد أن هناك شروط ومعايير ومقايس حينما يتم ارسال اللوحات الفنية عبر البريد للمشاركة في المعارض الدولية، وفي حالفت تلك المعايير يتم منعها من المشاركة.

 

حرمان من التنقل والسفر

أثرت القيود المفروضة على حرية التنقل والسفر وإغلاق المعابر بشكل سلبي على تطور العمل الفني التشكيلي والفنان نفسه، من حيث عدم اكتسابه الخبرات الفنية والثقافية،عدا عن عدم عرض أعماله ومشاركته في المحافل دولية.

وتبين الفنانة التشكيلية مجدل ناتيل أنها تجسد بلوحاتها القصص اليومية والإنسانية، إضافة إلى تركيزها حول نقل تجارب الفنانين من عدم قدرتهم على الخروج من حدود غزة، وتقول: " حرمت تجربة الخروج من غزة الفنانين العديد من الفرص والتشبيك في عالم الفن، كما حرمتهم من التبادل الثقافي مع الفنانين من الدول الأخرى".

 وتؤكد نتيل أن فناني غزة التشكيليين لا يكلون ولا يملون في سعيهم من أجل إيصال رسائلهم الإنسانية عبر الفن، سواء بإخراج أعمالهم للمجتمع الفلسطيني أو بمحاولة إخراجها  للعالم أجمع.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...