كرة القدم الفلسطينية... احتراف ينزلق نحو الانحراف!

2016-06-13 07:33:49

علي أبو كباش/ الخليل

في عام 2010 طبق نظام الاحتراف الكروي في فلسطين، وكان مركز شباب الأمعري أول من توج بلقب المحترفين، تبعه هلال القدس، ثم توج شباب الظاهرية مرتين، وترجي وادي النيص مرة واحدة. وحصل شباب الخليل؛ عميد الأندية الفلسطينية، على لقبه الأول بعد غياب ثلاثين عاما عن لقب الدوري في موسم 2016.

ويعني الاحتراف أن يصبح اللاعب صاحب أجر في ناديه؛ كي يتفرغ للعب كرة القدم، وأن تصبح إدارات الأندية محترفة، بحيث يكون كل في مكانه الأنسب؛ من الرئيس حتى مدرب الفريق، وأن يصبح الفريق الكروي شركة قائمة تدر أموالا في السوق، وتنتظر العائد بعد ذلك. ولكن يبدو أن الأندية لم تفهم مأسسة الفرق حتى اللحظة، بحيث تكتمل أضلاع مثلث الاحتراف بالشكل المطلوب، ولم يكن قرار إطلاق دوري المحترفين سوى لفتح الطريق أمام الفرق الفلسطينية لتمثيل نفسها وفلسطين في البطولات القارية آسيويا وعربيا.

ماذا جرى؟

صرفت الأندية ملايين الشواقل لتحصل على لقب ينال صاحبه جائزة عبارة عن كأس نحاسية لا تتجاوز قيمتها الألف شيقل، ومبلغا قدره ما بين 30 و50 ألف دولار، لا تكاد تسدد ديون مشروبات لاعبي الفريق. وهناك لاعبون تجاوزت أجورهم 30 ألف شيقل شهريا؛ بسبب بحث الأندية المحترفة عن اللاعب الجاهز، وعدم السعي لصناعته. والكارثة الكبرى أن بعض الأندية صرف ثلاثة ملايين شيقل في موسم كامل دون أن تحصل على أي لقب من بطولات الدوري أو كأس فلسطين.

وتعتمد الأندية المحترفة على منح الشركات الراعية، وفي هذا الموسم كانت الشركة الراعية هي "الوطنية موبايل"، التي قسمت مليون دولار ونصف المليون على أندية الضفة الغربية وقطاع غزة، بمعنى آخر أن كل ناد محترف في الضفة سينال مبلغا يتراوح بين 80 ألف دولار و90 ألفا، وهذا المبلغ لا يفي بالغرض، إذا كان النادي يعتمد كليا على لاعبين محترفين ذوي أجور عالية جدا، حيث تجاوزت نسبة التعزيز في الفرق الفلسطينية 70%، والنسبة الأكبر من اللاعبين المحترفين هم من لاعبي فلسطين 48، وغزة، غير المديرين الفنيين الذين يتقاضون أجورا عالية أيضا.

وتعتمد الأندية أيضا على دخلها من بيع التذاكر في المباريات البيتية، وبيع بعض القمصان، فيما تعتمد على منح مقدمة من رجال الأعمال والمتبرعين من الجماهير، عبر صناديق التبرعات فقط!

إلى أين ستصل أنديتنا إن بقيت تسير على هذا النهج الغامض؟ هل يبقى رجل الأعمال متبرعا بالملايين للقب الدوري فقط؟ أليس من الأفضل أن تتوجه الأندية لصرف هذه المبالغ في تأسيس مدارس كروية للواعدين وتهيئتهم ليصبحوا لاعبي الفريق مستقبلا، أو حتى الاستفادة منهم من خلال بيعهم لفرق أخرى كما تفعل مدارس كرة القدم في العالم المتقدم؟

الاحتراف في فلسطين يسير نحو الانحراف في ظل عدم الخروج بنتائج إيجابية من كل عام، بل إن الأمور تسير لمنعطف أخطر، حيث أصبحت سوق اللاعبين محتكرة لحوالي عشرين أو ثلاثين لاعبا هم أصحاب النصيب الأكبر من كعكة الاحتراف.

17 مليون شيكل مصروفات أندية الاحتراف، منها 12 مليون شيكل أجور للاعبين فقط، بناء على دراسة أجراها الإعلامي محمد اللحام.

85% من الموازنة التي صرفتها الأندية تذهب كأجور للاعبي التعزيز والمدربين.

إدارات أندية كبيرة لا تعرف معنى التسويق الرياضي، وهذه كارثة بعد ست سنوات من الاحتراف.

 فماذا يعني هذا؟ يعني أن الأندية المحترفة تديرها إدارات غير محترفة وغير مسؤولة.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...