"كوبري ستانلي".. حكاية كل عاشق في الإسكندرية

2017-03-23 14:49:56

سوزي حيدر/ مصر

يضيء القمر ليل البحر الهادئ، وتتلألأ أمواجه بالأزرق والبنفسجي، وسط سطوع النجوم المتراصة في لوحة سبحان من أبدعها، ليقف كل عاشق يحلم بلقاء معشوقته في هذه الجنة التي تملأها الرومانسية، وكل هذا وأكثر من المشاهد الرقيقة العذبة لن تجدها في مكان آخر غير "كوبري ستانلي".

جسر الأسرار

كانت بداية القصة المميزة عندما التقى العاشقان، وكتبا معا قصة حبهما، ثم علقا قفل أسرارهما على عمود حديدي بجسر ستانلي، ومعا ألقيا مفتاحه بين أمواج البحر المخدر بحبهما. وفي نهاية القصة كان يوم الزفاف، حين وقف العاشقان ليلتقطا الصور، وكان خلفهم "البحر بيضحك".

ويعد كوبري ستانلي من المعالم الشهيرة في مدينة الإسكندرية، رغم أنه بني عام 2001، ولكنه اكتسب شهرته من دقة تصميمه، والمناظر الخلابة التي يطل عليها، فاتخذه العشاق رمزا للحب، وخلدوا عليه يوم الزفاف. وقد قرر أهالي الإسكندرية منذ إنشائه استقبال العام الجديد على رصيفه، فأصبح ذلك تقليدا محليا، يجتمعون هناك ليبدأوا العد التنازلي للعام الجديد، وإطلاق الأمنيات والبالونات والألعاب النارية. كما اتخذه الثوار ميدانا من ميادين الاحتجاج، وأضحى من أهم الأماكن التي يتم استغلالها في كافة المناسبات.

وبدأت شهرة الجسر قبل الشروع في بنائه، حين كان جزءا من خطة تطوير "كورنيش الإسكندرية"، وتمت إزالة أي عوائق في هذه الخطة، حتى لو كان من بينها أشهر فندق في الإسكندرية، وهو فندق "سان جيوفاني"؛ فقد كان الوحيد المقام على شاطئ البحر، وكان أصلا مطعما للمأكولات البحرية، يملكه رجلا أعمال مصري وإيطالي. وبعد خروج الأجانب من الإسكندرية، باع الإيطالي نصيبه لشريكه المصري، الذي حوله إلى فندق. وعندما طالبته المحافظة بنزع ملكية الفندق للصالح العام، ثارت الإسكندرية عن بكرة أبيها لتناصر مالك الفندق، وتحثة على عدم التنازل عنه، فاستعان بمهندس استشاري، ومحام ذي ثقل، ليكون الحل هو التفاف الكوبري حول الفندق، وعدم هدمه، وذلك عن طريق اللجوء للقضاء، حتى يتم استكمال الكوبري وفكرته.

وتم افتتاح كوبري العشاق المعروف بـ"ستانلي"، في سبتمبر/ أيلول 2001، وهو يتخذ شكلا معماريا يشبه قصر المتنزه، وفيه أعمدة عالية مضاءة باللونين الأزرق والبنفسجي، ويتميز بدقة تصميم تجعلك تشعر عند دخولك أنك مررت من عجلة الزمان لتقضي بضع دقائق في العصر الملكي.

وعلى هذا "الكوبري" "ممنوع التمييز"، فتجد صيادا ينتظر الفوز بسمكة من البحر الذي يراقب للجميع، وإلى جواره عاشق ينتظر الفوز بنظرة، وهناك من يقوم بالتريض، وآخر يركب الدراجة، التي يخصص لها ماراثون يوم الجمعة من كل أسبوع، ليصبح الكوبري بين ليلة وضحاها، "ملاذا" لأهالي الإسكندرية، في كافة نواحي حياتهم، ويعبر بهم إلى التيه في يم الأحلام.

ومن طرائف "ستانلي" أنه يشهد حوادث غريبة، فهناك من يقلد أحمد السقا بفيلم "أفريكانو" ويقفز منه إلى لبحر؛ ليثبت حبه لمن يريد أن يرتبط بها، ولكنها لا تعلم أن المياه ستتلقفه بحنان، وهناك من يعلق "قفلا ملونا" كتعبير مجازي عن قلبه في سور الكوبري، انتماء لمن يعشقها، ويلقي المفتاح في البحر، الذي يأخذه في موجة عالية تخفيه تماما، أملا في عدم الفرقة حتى الموت.

كما شهد الكوبري ظاهرة أكبر احتفال في عيد الحب، بدأ منه بطول كورنيش الإسكندرية، تحت شعار "انشروا الحب".

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...