وطنيون لكنا مللنا!

2020-03-11 09:39:24

نغم كراجة/غزة

يعجبني نص محمود درويش"وطنيون، كما الزيتون لكنا مللنا صورة النرجس في ماء الأغاني الوطنية "أجل وطنيون حتى النفس الأخير، تأخذنا أقدامنا إلى مطار السفر بعد معركة تفكير دارت بين العقل والقلب، حيث لا جدوى في استمرارية المحاربة على أرض وجدت لتقاوم وتناضل وفرض الحصار عليها، وفيها الشباب ضحايا لمكر المحتل، وخبث القيادات.

وطنيون، لكن القلب بات مرهقا لا يطيق فكرة المغادرة عن أرض ترعرعت جذوره بها، الأهل والأصحاب والأحبة لن يتكرروا في الغربة، لن نجد كتفا حنونا نتكئ عليه، ورائحة النعنع في كوب الشاي سيختلف تماما، وصوت المغرب مع أول قطرة ماء في رمضان لن يروي غيث الشوق، ومراسم العيد ستبهت، ومطر الشتاء لن يبلل روحك، حتى نسمات البحر في عز الصيف لن تهون حرارة حنينك، ويوم الجمعة ستذهب بركته، وغياب اجتماع عائلتك على سفرة واحدة سيسرق نكهة زادك، وطيور الصباح التي ترنو مجرد أن تستقيظ ستقطع أميالا في الوصول إليك.

لكن ما الحل! لا فرص ولا عمل، نظل نقطع طرقا في محاولة واحدة على الأقل تعطينا أملا لنبقى ونواصل الكفاح، يحزنني أن نكافح ونثابر في غير وطننا، ونجد ونتعب لغير أرضنا، أيعقل ذلك!

أجل يعقل لقد مر العمر هباء وحماس الشباب تعرقل بالإحباط، لابد أن نستغل اخضرار هذا العمر، دعنا نسافر ونواكب مسيرة العمل في بلد أخرى تكاثرت بها الفرص، انتظر! أتهون عليك أمك أن تموت قهرا حين تأخذك أمواج البحر وتسرق أنفاسك مقابل سراب رسمته لك خيالات من نجوا من الغرق والموت المفاجئ!، انتبه لنفسك كثيرا إن صممت على قرارك، وربما الحظ الجيد يحيط بك فتكون من الناجين وتتمكن من اجتياز المرحلة بسلام وتنجح في عملك، وفي كلا الحالتين ستفقد الروتين الجميل الذي لا تزال تجهل قيمته كونك تعودت عليه، لا تلم بلادك حيث لا أحد اختار أن يعيش تحت حصار مكبل ومقيد للجميع.

جميعنا نود أن نترك الأرض، ونبحث عن مأوى آخر يحتضن أحلامنا وأمنياتنا، لم يكن ذنب الأفراد ولا الأرض، إنما الظروف باتت عكس ما نتمنى، ضاقت ولم يكن لدينا بديل سوى المغادرة، منا من مات بين أمواج البحر، وآخرين تعددت أسبابهم، وكلاهما سرقتهم الغربة، ومزق القهر والبعد نياط قلوبهم، الحرقة التي اشتعلت بجسد ذويهم كانت كفيلة أن تربك العالم كله.

لكن لا بأس يا بلاد العزة والنصر سنلتقي يوما، ونعمر ما أفسدته السيطرة الإجبارية، ونصنع المستقبل كما نتمنى، فالأبطال الحقيقون يصنعون المعجزة ولا ينتظرون قدومها، وستعود أيامنا وعاداتنا الجميلة، ثم سنلتقي على يقين كما قالت جوليا "على أرض الوطن المحروس رح نتلاقى يوما ما".

- الصورة من الإنترنت

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...