سميرة محمد أنور
استمعت مؤخرا إلى ضابط شرطة يلقي محاضرة عن التنمر الإلكتروني في مدرستي، للتوعية بهذا المفهوم، وكيفية تعامل جهات الاختصاص مع أي حالات تقع، فضرب لنا مجموعة من الأمثلة التي تعاملت معها الشرطة بحكمة وترو؛ نظرا لما خلفته من اعتداء على خصوصية الأفراد، مع المحافظة على السرية التامة حول التفاصيل لحماية الضحية من أي ضرر قد يقع عليها نتيجة الكشف عن الحالة. وهنا أبصرت أهمية الوعي بهذا المفهوم، خاصة بين فئة المراهقات والمراهقين، الذين يمكن أن يقعوا بسهولة في فخ التنمر الإلكتروني، لعلنا نساهم في وضع آلية للحد منه، ومواجهته إن حصل. وقد أجريت بحثا سريعا حول التنمر، واستخلصت بأنه أي اعتداء على شخص أو مجموعة، يتكرر لمدة طويلة، وقد يكون بسبب الغيرة، أو الانتقاص من قيمة الفرد أو المجموعة المستهدفة، أو لضعفهما وغيرها. وينقسم التنمر إلى لفظي؛ عبر الألفاظ السيئة والجارحة، وعاطفي، وإقصاء الفرد عن المشاركة وتهميشه، وجسدي بالإيذاء بالضرب المتكرر. أما أهم أنواعه فهو التنمر الإلكتروني، الذي يعني ممارسة الاعتداء اللفظي والنفسي العاطفي على المنصات الرقمية والإنترنت، ويمكن أن يستغل في حالات الفقر والأوضاع المادية الصعبة لمن يستهدفهم، أو بغرض اللهو والعبث، أو الحقد والعدوانية، وسوء الخلق. ولا يمكن التغلب عليه إلا بالحفاظ على الخصوصية، والحذر في التعامل مع الواقع الرقمي؛ كي لا نقع في ثغرات تمكن المتنمرين من استغلالها . وترى معلمة التربية الإسلامية في مدرسة بيت إجزا الأساسية، فاطمة منصور، أن العلاقة السوية بين البشر هي علاقة أخوة، فلا ظلم ولا أذية، وأن على الفرد أن يتحلى بأخلاق فاضلة مع إخوته البشر. فلا بد لنا إذن من التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها بحذر ووعي، وإن حاول أحدهم التنمر، فلا بد من إخبار الأهل للتعامل معهم، أو إبلاغ الشرطة، والله يسعد أيامك يا جدتي عندما قلت: "اللي بنشر غسيله على الشارع بتعب".
مصدر الصورة: الإنترنت